ذكر كتابٌ جديد يدور حول تعاملات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع الشرق الأوسط، أن صهر ترامب جاريد كوشنر ومستشاره آنذاك، صرخ في وجه السفير الإسرائيلي بواشنطن، رون ديرمر، وطرده من البيت الأبيض في فبراير/شباط عام 2020.
موقع Middle East Eye البريطاني، قال الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الثاني 2021، إن كوشنر كان مكلفاً بالتعامل مع شؤون الشرق الأوسط في عام 2017، وكانت مهامه تشمل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وعلاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية، وخاصةً دول الخليج.
نُشِرَت تفاصيل النقاش المحتدم بين كوشنر وديرمر، يوم الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول في كتاب "سلام ترامب: اتفاقيات إبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط"، وهو كتابٌ بالعبرية للصحفي باراك رافيد، ومبنيٌّ على مقابلات مع مسؤولين أمريكيين بارزين ومنهم ترامب.
تحدث رافيد في الكتاب عن تدهور العلاقات بين إدارة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، خاصةً بعد فشل الأخير في تأمين حكومة أغلبية عقب انتخابات سبتمبر/أيلول عام 2019.
لشعوره بالإحباط حينها، قال ترامب: "علاقتنا مع إسرائيل"، و"كانت هذه بداية تغير موقف ترامب"، بحسب ما قاله رافيد في مقابلةٍ مع صحيفة The Forward الأمريكية.
طرد كوشنر للسفير
قبل أسابيع من الانتخابات، التقى ديرمر بكوشنر داخل البيت الأبيض، وكرّر شكوك نتنياهو حول "ما إن كان يستطيع الثقة بإدارة ترامب"، بحسب ما كتبه رافيد.
فرد كوشنر بغضب: "لا تُخطئ في الفهم وتظن أن كل ما حدث في السنوات الثلاث الماضية كان من أجلك. لقد فعلنا ذلك لأننا جادون بشأن السلام".
كتاب رافيد ذكر أن كوشنر صرخ بعدها في ديرمر قائلاً: "ومن المثير للاشمئزاز أن تقول شيئاً مثل هذا عنا. اخرج من هنا"، وفقاً لما أورده موقع The Daily Beast الأمريكي.
كان ديرمر قد أرسل طلباً للقاء ترامب، لكن طلبه قُوبل بنوعٍ من العدائية. إذ أشارت التقارير إلى أن آفي بيركوفيتش، أحد مسؤولي ترامب للشرق الأوسط، قال لديرمر: "لا يشعر الرئيس بالحب تجاهكم في الوقت الحالي يا رفاق".
أيضاً كشف الكتاب الجديد أن نتنياهو حاول الانسحاب من توقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات والبحرين (اتفاقيات إبراهام) في سبتمبر/أيلول عام 2020، لكن الأمريكيين أوضحوا لهم بما لا يدع مجالاً للشك أن "القطار قد غادر المحطة"، وأن عليه القبول بالأمر الواقع.
قبلها، حاول الإسرائيليون الضغط على إدارة ترامب من أجل أن تنتظر حتى انضمام دولتين عربيتين أخريين إلى الإمارات والبحرين، قبل توقيع اتفاقيات التطبيع.
لكن كوشنر قال لبيركوفيتش حينها، بحسب الكتاب: "أخبر رون أنه لن يحصل سوى على دولةٍ واحدة، وإذا لم يُرد ذلك، فليذهب إلى الجحيم".
كما حذر كوشنر رئيس الوزراء السابق نتنياهو من ضم الضفة الغربية المحتلة، التي كان من المقرر ضمها في صيف 2020، وقال له: "ستكون هذه أكبر غلطة ترتكبها على الإطلاق.. وسيقف ترامب ضدك علناً"، بحسب ما ذكره موقع Daily Mail البريطاني.
بحسب موقع Middle East Eye فإن كوشنر لا يزال يتحدث إلى نتنياهو ويلتقيه بعكس والد زوجته، الذي لم يتحدث إلى نتنياهو منذ ترك البيت الأبيض وانتقده بعد تهنئته لجو بايدن على الفوز في الانتخابات.
يُعتبر نتنياهو من الأصدقاء القدامى لعائلة كوشنر، حيث تُشير التقارير إلى أنّ نتنياهو أمضى الليلة في قبو منزل عائلة كوشنر بنيوجيرسي عام 2017.