فتحت منظمة الصحة العالمية تحقيقاً حول وفاة ما يقرب من 100 شخص نتيجة مرض غير معروف في منطقة فنجاك، بولاية جونقلي، في دولة جنوب السودان، التي تعاني من فيضانات وتلوث لمياه الشرب.
صحيفة The Independent البريطانية، قالت الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن فرقة عمل أُرسلت إلى المنطقة بعد أن أكد مسؤولو الصحة، في الأسبوع الماضي، أن عشرات الأشخاص توفوا في المنطقة، التي ابتُليت كذلك بفيضانات مدمرة.
مرض غريب يقتل العشرات
خلال حديثها مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، قالت شيلا بايا، العاملة لدى منظمة الصحة العالمية: "قررنا إرسال فرقة استجابة سريعة للذهاب إلى هناك وإجراء تقييم مخاطر وتحقيق. وحينها سوف يتمكنون من جمع عينات من المرضى، ولكن بصفة مؤقتة يبلغ الرقم الذي لدينا الآن 89 حالة وفاة".
أكدت شيلا على أن الفريق عجز عن الوصول إلى المنطقة بسبب الفيضانات، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ منذ 60 عاماً، ولا يزال الفريق في انتظار الانتقال بمروحية للعودة إلى عاصمة جنوب السودان اليوم الأربعاء، 15 ديسمبر/كانون الأول.
فيما قال لام تونغوار كويغونغ، وزير الأراضي والإسكان والمرافق العامة في ولاية جونقلي، إن الفيضانات جلبت معها مخاطر الإصابة بالأمراض التي على شاكلة الملاريا وسوء التغذية لدى الأطفال نتيجة لنقص الغذاء.
أضاف أن النفط النابع من الحقول في المنطقة لوَّث المياه، ما أدى إلى نفوق الحيوانات المستأنسة كذلك.
أوضاع مأساوية في جنوب السودان
بحسب تقديرات الأمم المتحدة، تأثَّر حوالي 835 ألف شخص بالفيضانات في جنوب السودان، وتعرض 35 ألف شخص للنزوح. ويصف قادة المناطق الأشد تضرراً الفيضانات بأنها الأسوأ منذ ستينيات القرن الماضي.
قال جون بايي مانيوك، نائب مدير شؤون التغير المناخي في البلاد: "إننا نشعر بالتغير المناخي، إننا نشعر به، إننا نشعر بالجفاف، ونشعر بالفيضانات، وهذا يصير أزمة".
كما أضاف أن ذلك: "يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، ويؤدي إلى مزيد من الصراعات في المنطقة، لأن الناس يتنافسون على الموارد الشحيحة التي تكون متاحة".
فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، التي تدير أنشطة في المنطقة، إن الفوضى التي تسببت فيها الفيضانات ترفع الآن مستوى الضغط على المنشآت الصحية.
أضافت المنظمة: "إننا قلقون للغاية من سوء التغذية، في ظل وصول مستويات سوء التغذية الحاد الشديد إلى ضعفي عتبة منظمة الصحة العالمية، بجانب أن عدد الأطفال الذين أُدخلوا مستشفياتنا بسبب سوء التغذية الشديد قد تضاعف منذ بداية الفيضانات".