سكة شيدتها الصين تتيح قطع نصف العالم بالقطارات! التايمز: أطول رحلة مُحتملة منذ اختراع السكك الحديدية

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/15 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/15 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
السكة التي شيدتها الصين تتيح قطع نصف العالم بالقطارات - رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الافتتاح الكبير لخط سكك حديدية يربط بين الصين وجمهورية لاوس، أتاح للركاب قطع نصف العالم تقريباً بالقطار، مشيرةً إلى ما يمكن اعتباره أطول رحلة ممكنة منذ اختراع السكك الحديدية. 

أشارت الصحيفة إلى أن قطع نصف العالم بالقطار يتم عبر السفر من لشبونة إلى سنغافورة، مروراً بباريس وموسكو وبكين وبانكوك، وهي مسافة تصل إلى حوالي 11,650 ميلاً.

لكن أشارت إلى أن الرحلة يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً للغاية، إذ إن قطار النوم الفاخر من باريس إلى موسكو يقطع الرحلة مرة واحدة أسبوعياً. 

كذلك سوف يتوجب على المسافر بعد ذلك الانتقال إلى محطة مختلفة في موسكو، لركوب قطار السكك الحديدية العابرة لسيبيريا Trans- Siberian Express عبر منغوليا ووصولاً إلى الصين. 

ينطلق هذا القطار مرتين أسبوعياً، فضلاً عن أن القطار السريع بين لشبونة ومدريد لم يُفتتح بعد، ومن ثم سيحتاج المسافر الانتقال عبر عديد من القطارات المحلية حتى يصل إلى العاصمة الإسبانية مدريد.

وإذا قرر المسافر خوض تلك التجربة، فسوف تستغرق ثلاثة أسابيع تتخللها إقامة في الفنادق لعدد من الأيام انتظاراً للربط بين القطارات. 

أما خط السكك الحديدية السريع الذي يربط بين مدينة كونمينغ في الصين وبين فيينتيان، عاصمة لاوس، فيقف عند حدود تايلاند. 

ثم من أجل استكمال الرحلة جنوباً، سوف يتوجب على المسافر ركوب حافلة لحوالي 11 ميلاً جنوب الحدود التايلاندية، حيث يمكنه ركوب قطار تايلاندي بطيء يقف لـ30 مرة على الأقل حتى يصل إلى بانكوك.

الجزء الأخير من الرحلة يقطع الطريق من شبه جزيرة ماليزيا وصولاً إلى سنغافورة، ويمكن تنفيذها بطريقة مميزة، ولكن سوف يحتاج المسافر حجز الرحلة أولاً؛ إذ إن قطار إيسترن آند أورينتال إكسبرس يعد واحداً من القطارات الأكثر فخامة والأعلى سعراً في العالم.

السكة التي شيدتها الصين استغرقت 5 سنوات – Istock

كورونا يؤخر الرحلة

إلا أنه، وبحسب الصحيفة البريطانية، فسوف يحتاج عشاق السفر عبر السكك الحديدية الجريئين على الأرجح أن ينتظروا لما لا يقل عن عام قبل الانطلاق في هذه الرحلة؛ نظراً إلى أن القيود التي فُرضت بسبب جائحة كوفيد-19 أدت إلى تعليق عديد من الطرق، بجانب أن روسيا أغلقت حدودها أمام الرحلات الدولية.

يعرف مارك سميث، خبير السكك الحديدية الدولية الذي يدير موقع seat61، هذا الطريق جيداً، وقد قال إن غالبية المسافرين سيحتاجون على الأرجح أن يبدأوا رحلتهم من لندن وليس من لشبونة، لكنهم مع ذلك قادرون على البدء من مكان أبعد ناحية الجنوب، وتحديداً من مدينة لاغوس في منطقة الغرب بالبرتغال.

أشار سميث إلى أن الطلب على رحلات السكك الحديدية الطويلة كان مرتفعاً، وأضاف: "كان هناك دائماً كثير من الناس الذين يستقلون  قطار السكك الحديدية العابرة لسيبيريا نحو الشرق الأقصى، والأستراليون الذين يقضون بعض الوقت في أوروبا يركبون القطارات في الأجزاء المتوفرة فيها أثناء رحلة عودتهم إلى الوطن، بدلاً من الرحلات الجوية".

أضاف سميث أن الخط "يربط فعلياً السكك الحديدية في أوروبا بتلك الموجودة في الشرق الأقصى".

تُشير صحيفة The Times إلى أن الجزء المفقود من السكك الحديدية في لاوس كان قد شيدته الصين وافتتحه رئيس البلاد، شي جين بينغ، ورئيس لاوس، ثونجلون سيسوليث، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2021 مع ضجة كبيرة صاحبت الحدث.

يُعد هذا الخط جزءاً من مشروع الحزام والطريق الخاص بالصين، الذي يستهدف مد طرق مواصلاتها فائقة السرعة وكذلك نفوذها إلى أقصى جنوب شرق آسيا وعبر أوروبا. 

يمتد هذا الخط، الذي بلغت كلفته حوالي 6 مليارات دولار، لـ414 كيلومتراً، ويمتد حتى الحدود الصينية، وقد استغرق تشييده حوالي 5 سنوات فقط، واستغرق بناء هذا الخط في لاوس وحدها خمس سنوات وتطلب شق 75 نفقاً وبناء 167 جسراً، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. 

اضطر القائمون على المشروع أيضاً إلى للتعامل مع الألغام والقنابل غير المتفجرة التي تعود إلى حرب فيتنام، وأثر المشروع حتى الآن على نحو 4400 مزارع وقروي أُجبروا على التنازل عن أراضيهم.

سوف تقدم هذه القطارات الجديدة الأنيقة خدمة إلى فيينتيان، وسوف تجعل الوصول إلى هذا البلد الحبيس سهلاً أمام مسافري العالم.

بحسب صحيفة The Times، فإن هناك طريقاً آخر يمكنه أن يربط أوروبا بآسيا دون الحاجة إلى قضاء أيام في قطار السكك الحديدية العابرة لسيبيريا، أو إلى تغيير القطار، ففي العام 2013، افتتحت تركيا نفق مرمراي، وهو عبارة عن خط سكك حديدية يقطع قاع خليج البسفور، وهو ممر مائي ضيق، لكنه عميق للغاية يربط أوروبا بآسيا.

تحميل المزيد