أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مساء الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن أي هجوم على دولة عضو في هذه المنظمة سيعتبر هجوماً ضد جميع الأعضاء فيها، مشيراً إلى "ضرورة استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الأمنية والدفاعية المشتركة لدول الخليج".
جاء ذلك في بيان ختامي عقب انتهاء أعمال القمة الـ42 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض.
فيما شدّد المجلس على أهمية "تنسيق المواقف بين دول مجلس التعاون الخليجي بما يحافظ على مصالحها ويجنِّبها الصراعات الإقليمية والدولية، داعياً لـ"تنسيق السياسات الخارجية للدول الأعضاء وبلورة سياسة موحدة تخدم شعوبها وتحفظ مصالحها ومكتسباتها".
في حين هنأ البيان الختامي، الإمارات على "النجاح الذي يشهده معرض إكسبو 2020″، وقطر على التنظيم المتميز لبطولة كأس العرب، مُجدّداً دعم دول المجلس لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى إنجاح استضافتها لمونديال 2022.
الملف الإيراني
أما بخصوص الملف الإيراني، فقد دعا البيان الختامي للقمة، إلى "ضرورة التزام طهران بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
كما تطلع البيان إلى أن "يكون للإدارة الإيرانية الجديدة دور إيجابي في تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة بين مجلس التعاون وإيران، وذلك وفقاً لأسس سبق أن أقرها المجلس وتم إبلاغ الجانب الإيراني بها"، دون توضيح أكثر.
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، والذي تلا نص البيان الختامي، إن هناك "عزيمة خليجية لتوحيد الصف والحفاظ على المنجزات".
الحجرف لفت إلى أن "أمن دول المجلس كل لا يتجزأ؛ لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من عدم استقرار".
بدوره، قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان: "في الختام أود أن أتقدم بالشكر لأصحاب الجلالة والسمو على مساهماتهم في نجاح أعمال هذه القمة"، بحسب ما جاء في مقطع فيديو نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) عبر حسابها بتويتر.
"نتائج إيجابية"
في وقت لاحق، غرد وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، قائلاً: "نتائج إيجابية توصل إليها قادة دول مجلس التعاون في القمة الخليجية بالرياض".
الوزير أشار إلى أنها تهدف إلى "تعزيز التعاون والترابط والتنسيق بين دول المجلس وتحقيق تطلعات مواطنيه، ووحدة الصف بين أعضائه"، دون تفاصيل أكثر.
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، انطلقت أعمال القمة التي يجتمع خلالها زعماء دول الخليج سنوياً.
فيما التقط المشاركون بالقمة "صورة تذكارية بعد الختام"، وفق "واس".
شارك في هذه القمة كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى (رئيس القمة السابقة)، ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد.
في حين ترأس القمة محمد بن سلمان نيابة عن العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز.
بينما غاب عن القمة سلطان عُمان هيثم بن طارق، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، بالإضافة إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
تعد هذه أول قمة تنعقد بعد إتمام مصالحة خليجية بنظيرتها رقم 41 بمدينة العلا السعودية في 5 يناير/كانون الثاني الماضي، وإنهاء خلاف تاريخي اندلع في منتصف 2017 بين الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة من جانب وقطر من جانب آخر.
كانت السعودية وقطر قد اتفقتا، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول، على بلورة مواقف مشتركة والتشاور إزاء المستجدات في كافة المحافل الدولية، للحفاظ على أمن واستقرار البلدين.
جدير بالذكر أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية أُسس في 1981، ويضم 6 دول هي: السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عُمان.