تسببت انتشار فيروس كورونا في ولاية شيجيانغ، التي تُعد أحد محركات الاقتصاد الصيني، إلى إغلاق مصانع بعدما تحولت الولاية إلى بؤرة وبائية، الأمر الذي يهدد بتعطيل سلاسل التوريد في العالم.
تقع مقاطعة شيجيانغ الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 64,6 مليون نسمة جنوب شنغهاي، وتُعدّ رابع اقتصاد في البلد، إذ تمثل أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني، وتعتبر مركزاً صناعياً وتعتمد على التصدير، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
كانت السلطات المحلية قد فرضت إغلاق العديد من المواقع الصناعية، بعد رصد إصابات جديدة بفيروس كورونا الأسبوع الماضي، وتسبّبت هذه البلبلة في انخفاض أسعار النفط العالمية، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021 وسط مخاوف تعمّ السوق من تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
على إثر ذلك، أصدرت منطقة شينهاي في مدينة نينغبو الساحلية، مرسوماً بوقف العمل في جميع الشركات، باستثناء تلك الأساسية للحياة اليومية وسط تدابير لمكافحة تفشي الوباء، وسمحت لمصانع البتروكيماويات بمتابعة عملها شرط أن تخفّف من إنتاجها.
في مدينة شاوشينغ المجاورة، أمرت منطقة شانغيو أيضاً جميع الشركات بالإغلاق نهاية الأسبوع الماضي، وفي هانغتشو عاصمة الولاية، أعلنت عدة شركات مُدرجة في بورصة شنغهاي تعليق إنتاجها من خلال بيانات أرسلتها إلى البورصة، كما أُلغيت مئات الرحلات ذهابًا وإيابًا في مطار هانغتشو.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي تساوبينغ شينغ للوكالة الفرنسية، إن "إغلاق المصانع في شيجيانغ سيؤثر على سلاسل التوريد في عدة قطاعات، لاسيما قطاع المنسوجات والألياف".
اعتبر شينغ أن مكافحة الموجة الوبائية الجديدة قد تستغرق أربعين يوماً، ما يعني أن حركة الإنتاج لن تُستأنف قبل رأس السنة الصينية، أي في الأول من فبراير/شباط 2022.
كانت الصين التي ظهر فيها كوفيد-19 للمرة الأولى منذ سنتين، قد تمكنت من كبح تفشي الوباء إلى حد كبير اعتباراً من ربيع 2020، من خلال اعتمادها تدابير احتواء جذرية، إلا أن بؤراً وبائية جديدة تظهر بانتظام.
فمنذ أسبوع سجّلت شيجيانغ أكثر من 200 إصابة بفيروس كورونا، بعد أن كانت بمنأى عن الفيروس منذ مطلع العام، وفي مدينة تيانجين الشمالية القريبة من بكين، سُجّلت الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021 أول إصابة بالمتحور أوميكرون.