قال مسؤولون دبلوماسيون من فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وهي الدول المشاركة في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، إن إيران قدمت مقترحات "لا تتماشى" مع الاتفاق المبرم عام 2015، محذرين من أن الوقت ينفد.
الدبلوماسيون أعربوا في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية عن أسفهم لأنه "لم يتسن حتى الآن الدخول في مفاوضات حقيقية"، وأضافوا: "نضيع وقتاً ثميناً في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، أو تتجاوز ما تنص عليه".
فبعد توقف دام خمسة أشهر، استُؤنفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في فيينا، بمشاركة الدول التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق، وهي الدول الأوروبية الثلاث، بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران.
أما الولايات المتحدة، التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات على طهران في عهد الرئيس دونالد ترامب، فهي تشارك بشكل غير مباشر.
الدبلوماسيون أشاروا أيضاً إلى أن "الوضع محبط، لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع كافة العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة، معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي".
كذلك حذّر الدبلوماسيون من أن "الوقت ينفد، وبدون إحراز تقدم سريع، في ضوء التقدم السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة قريباً إطاراً فارغاً".
تفاؤل إيراني
من جهته، كان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، قد أكد الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2021، إحراز تقدم في تحديد جدول أعمال الموضوعات التي ستناقش في محادثات فيينا.
باقري قال في تصريحات أوردتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) بالعربية، إن "الجانبين يمضيان قدماً من أجل التوصل إلى إجماع واضح بشأن نطاق وحدود القضايا التي ستدرج في جدول المفاوضات".
اعتبر الدبلوماسي الإيراني ذلك "إنجازاً جيداً"، وقال: "لو تمكّنا خلال المرحلة الراهنة من التوصل إلى هذا الإجماع سيكون مهماً، لأنه منذ البداية كانت هناك خلافات بين الطرفين في هذا الخصوص".
إلا أن الدول الغربية تتهم إيران بالتراجع عن نقاط التوافق المحرزة في الربيع، وقد أبدت الخارجية الأمريكية شكوكاً في أن طهران تريد كسب الوقت، مع مواصلة برنامجها النووي الذي يقربها أكثر فأكثر من تطوير سلاح ذريّ.
واشنطن حذرت أيضاً من أنها لن تسمح لطهران بمواصلة ذلك، وأكدت أن خطة بديلة قيد الإعداد، بدون أن توضح طبيعتها.
كان مسؤول أمريكي كبير قد أفاد في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، بأنه خلال الجولة السابعة من المفاوضات، التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تخلت إيران عن أي تنازلات قدمتها في الجولات الست السابقة، وتمسكت بالتي قدمها الآخرون، بل وطالبت بالمزيد.
تهدف المفاوضات إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق، وتصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأمريكية، قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015.