وافق البرلمان الأوكراني، الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، على مشروع قانون يسمح لقوات أجنبية بالمشاركة في مناورات عسكرية على أراضي الجمهورية السوفييتة السابقة العام المقبل، في وقت دعا فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إجراء مفاوضات "فورية" مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة حول الضمانات التي ينبغي تقديمها لروسيا بشأن أمنها، على خلفية توترات حول أوكرانيا.
وأوضح الكرملين، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، أن "بوتين أشار إلى ضرورة إطلاق مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي فوراً لتحديد الضمانات القانونية لأمن بلادنا، بهدف استبعاد التوسع المستقبلي للحلف نحو الشرق ونشر منظومات أسلحة تهدّد روسيا في أوكرانيا ودول أخرى مجاورة".
خطوة أوكرانية
في المقابل تعتزم أوكرانيا وفقاً لمشروع القانون الجديد الذي طرحه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء عشر مناورات عسكرية ضخمة العام المقبل.
وقال أناتولي بيترينكو، نائب وزير الدفاع الأوكراني، أمام البرلمان قبل التصويت على مشروع القانون، إن 21 ألفاً من أوكرانيا و11500 عسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا ورومانيا ودول أخرى سيشاركون في المناورات البرية والبحرية والجوية، وأضاف أن "إجراء تدريبات متعددة الجنسيات في البلاد سيساعد في تعزيز قدرات الدفاع الوطني ويدعم الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
وعززت أوكرانيا وهي ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي التعاون العسكري مع الدول الغربية وسط تزايد الأنشطة العدائية من جانب روسيا والقوى الموالية لها، وهو ما يزيد من خطر اندلاع حرب شاملة بين الجارتين.
كما تتهم كييف موسكو بنشر نحو 90 ألف جندي على امتداد حدودهما المشتركة. وتقول موسكو إن تحركاتها دفاعية بحتة وإن لها الحق في تحريك قواتها عبر أراضيها بالشكل الذي تراه مناسباً.
ولم يصدر أي رد فوري من روسيا اليوم على موافقة البرلمان الأوكراني على مشروع القانون.
علاقات متوترة بين أوكرانيا وروسيا
يُشار إلى أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
مؤخراً، وجَّهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشدها للقوات بالقرب من الحدود الأوكرانية.
كذلك، هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنها هجوماً" على أوكرانيا.
لكن وزارة الخارجية الروسية نفت صحة التقارير التي تحدثت عن هجوم روسي محتمل على أوكرانيا، متهمةً واشنطن بمحاولة تصعيد الموقف وتحميل موسكو المسؤولية.