الكشف عن استعداد إيران لإطلاق صاروخ جديد نحو الفضاء.. صور أظهرت نشاطاً بقاعدة الإمام الخميني

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/13 الساعة 20:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/13 الساعة 20:13 بتوقيت غرينتش

كشفت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية أن إيران تستعد على ما يبدو، لإطلاق صاروخ جديد نحو الفضاء، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين طهران والقوى العالمية في فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، طبقاً لما أورده موقع وكالة The Associated Press  الأمريكية، الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2021.

حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" Planet Labs Inc، السبت 11 ديسمبر/كانون الأول، نشاطاً بقاعدة الإمام الخميني الفضائية في منطقة السهوب الصحراوية بمحافظة سمنان، على مسافة نحو 24 كيلومتراً جنوب شرقي طهران.

يأتي الإطلاق المحتمل، في وقت عرضت فيه وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية قائمة بمواعيد إطلاق الأقمار الصناعية المقبلة المخطط لها في إطار برنامج الفضاء المدني للجمهورية الإيرانية، والذي عانى سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة. ويدير الحرس الثوري الإيراني برنامجاً موازياً تابعاً له، نجح من خلاله العام الماضي، في وضع قمر صناعي بالمدار.

فيما ظهرت مركبة دعم متوقفة بجانب قنطرة بيضاء عملاقة عادةً ما يكون بها صاروخ على منصة الإطلاق، وكانت مركبة الدعم هذه ظهرت في صور أقمار صناعية أخرى بالموقع قبيل عمليات إطلاق.

الصور أظهرت أيضاً رافعة هيدروليكية مزودة بمنصة سكة حديدية، شوهدت قبل عمليات إطلاق سابقة ويرجح استخدامها في نقل وتحريك صواريخ.

إضافة إلى ذلك، أظهرت صور الأقمار الصناعية الأخرى الواردة من القاعدة الفضائية في الأيام الأخيرة، زيادةً في عدد السيارات بالمنشأة، وهي علامة أخرى على النشاط المتزايد الذي يسبق عمليات الإطلاق عادة.

4 أقمار صناعية جاهزة للإطلاق

يأتي هذا النشاط بعد أن نشرت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) الحكومية، في 5 ديسمبر/كانون الأول، مقالاً قالت فيه إن البرنامج الفضائي الخاص بالحكومة الإيرانية به 4 أقمار صناعية جاهزة للإطلاق. ووصفت الوكالة أحد هذه الأقمار، وهو قمر صناعي منخفض المدار للتصوير ويُدعى "ظفر 2″، بأنه "في المرحلة النهائية من الإعداد، ويزن نحو 113 كيلوغراماً".

من جهته، قال جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار التابع لمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن تلك الأنباء تتلاءم مع عودة التركيز الإيراني على القطاع الفضائي في عهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لاسيما مع رحيل الراعي الإيراني للاتفاق النووي، الرئيس السابق حسن روحاني، عن منصبه وتلاشي المخاوف من توقف المحادثات بسبب عمليات الإطلاق، التي تؤكد الولايات المتحدة أنها تساعد إيران في برنامجها للصواريخ الباليستية.

لويس ذهب إلى أن إيران "لم تعد حريصة على التزام الحذر كما في السابق. أعتقد أن فريق إبراهيم رئيسي لديه توازن جديد في أذهانهم" يسعون إلى إقراره.

في المقابل، لم تقر وسائل الإعلام الإيرانية بالنشاط الجاري في القاعدة الفضائية، كما لم تردَّ بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق. ولم يرد الجيش الأمريكي، الذي يتتبع عمليات الإطلاق الفضائية، على طلبات التعليق أيضاً.

برنامج الفضاء المدني الإيراني

يُذكر أن برنامج الفضاء المدني الإيراني شهد سلسلة من الانتكاسات والانفجارات المميتة في السنوات الأخيرة. لكن في غضون ذلك، كشف الحرس الثوري الإيراني، في أبريل/نيسان 2020، عن برنامجه الفضائي السري من خلال إطلاق قمر صناعي إلى مداره بنجاح.

على مدار العقد الماضي، أرسلت إيران عدة أقمار صناعية قصيرة العمل إلى المدار، لكن في عهد رئيسي اجتمع المجلس الأعلى للفضاء الإيراني لأول مرة منذ 11 عاماً، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن التلفزيون الحكومي.

تزعم الولايات المتحدة أن إطلاق مثل هذه الأقمار الصناعية يتعارض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إيران إلى عدم الاضطلاع بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

لكن إيران، التي لطالما قالت إنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، أكَّدت أن إطلاق أقمارها الصناعية واختباراتها الصاروخية لا ينطوي على شيء له علاقة بالعمل العسكري. وتقول طهران أيضاً إنها لم تنتهك قرار الأمم المتحدة، لأنها لم تلزمها ذلك، بل "دعت" فقط إلى عدم إجراء هذا النوع من الاختبارات.

تجدر الإشارة إلى قيام إيران- فيما سبق- بإرسال كائنات حية إلى الفضاء مثل الديدان والسلاحف والفئران. وكانت إيران تخطط في عام 2011 لإرسال قرد إلى الفضاء، وبدأت الأعمال التحضيرية، ولكن ذلك لم يتم لأسباب مجهولة.

كانت إيران أطلقت أول قمر صناعي لها، أطلقت عليه اسم "أوميد"، أي "الأمل"، وسقط على الأرض بعد أن أكمل 700 دورة حول الأرض في غضون 7 أسابيع، وذلك في أبريل/نيسان عام 2009.

كما أنها أطلقت في فبراير/شباط 2020 القمر "ظفر 1" من القاعدة الفضائية، لكنه فشل في دخول المدار. وقد استعان المشغِّلون بالصاروخ الحامل "سيمرغ" لإطلاق القمر، لكنه فشل في وضع القمر الصناعي بالمدار بالسرعة الصحيحة، وفقاً لمسؤولين إيرانيين في ذلك الوقت. وقد أنفقت إيران قرابة مليوني يورو لبناء هذا القمر الصناعي.

تحميل المزيد