كشف الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية المحظورة في إسرائيل، لأول مرة عن الظروف القاسية التي خضع لها في السجن الإسرائيلي، قائلاً: "عشت كل أيامي معزولاً، متنقلاً من عزل إلى عزل حتى منّ الله علي، واستبشرت بأن أرى وجوهكم المتفائلة، ونحن الآن تحت شمس الحرية".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة أم الفحم بعد الإفراج عنه.
فيما أضاف الشيخ صلاح: "لقد أرادوا أن يسجنوني في جُحر، وحيداً معزولاً، لا بل فرضوا عليّ في ظروف عشت بها، أن أكون ليس في قسم عزل فقط، بل في عزل عن قسم العزل، هكذا عشت والحمد لله، ثبتني الله".
تابع: "والله لولا الله لكان الحال غير ما ترونني الآن عليه، أنا لا أتحدث ألغازاً ولها تفصيلات في الوقت المناسب، أنا الآن بفضل الله وكرامة من الله، بتدخل رباني مباشر، أقف وأتحدث أمامكم بفضل الله رب العالمين".
بينما استدرك: "غرفة سجني الضيقة اتّسعت وأصبحت أوسع من الأرض، أصبحت تتسع إلى هذه المسافة الكبيرة ما بين الأرض والسماء، هكذا كانت حياتي مع القسوة والقهر ومحاولة فرض (حياة الأخرس) عليّ طوال الوقت، ولكن هيهات هيهات، قد يتحدّون ضعفي ولكن هل يتحدون الله تعالى؟، من الذي يتحدى الله تعالى؟، من هذا المجنون الذي تسوِّل له نفسه أن يتحدى الله؟".
مشوار القدس والأقصى
كما أشار الشيخ صلاح إلى أنه نجح خلال فترة سجنه، بتأليف 11 كتاباً وكتيباً، أهمها "قراءة سياسية في القرآن الكريم"، منوهاً إلى أنه ألف ديوان شعر سماه "الربيع النبوي"، تيمناً بثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي".
في حين استطرد قائلاً: "سنواصل مشوار القدس والدفاع عن المسجد الأقصى المباركين.. نحن نملك الموقف الذي كان ولا يزال واضحاً حتى تقوم الساعة، ونستمده من مصدر ثوابتنا القرآن الكريم".
اقتحامات المسجد الأقصى
من جهته، أكد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، أن للشيخ صلاح، دوراً بارزاً في التصدي للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف "تهويد المسجد الأقصى".
وذكر، في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي: "المسجد الأقصى في خطر، ودور الشيخ رائد (صلاح) مهم جداً، وطليعي في هذه المعركة العادلة، وهي معركة على القدس".
في حين تطرق إلى الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى التي تجري في الفترة الأخيرة، والتي قال إنها "فاقت كل الاقتحامات السابقة، يجاهرون بأنهم يريدون أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه في الحرم الإبراهيمي الشريف (بالخليل) من تقاسم زماني ومكاني".
بركة أردف: "انظروا ما يحدث في حي الشيخ جراح وسلوان (بالقدس) من مشاريع إخلاء وهدم بيوت العشرات والمئات، هذا ليس فقط تفريغ بيوت من سكانها وليس فقط استهدافاً للإنسان الفلسطيني إنما هو استهداف لهوية المكان والمسجد الأقصى".
فرحة غامرة
أما الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، فقال خلال المؤتمر: "لا شك أنّ فرحاً غامراً يشعر به كل من جاء اليوم ومن سيأتي في قادم الأيام، من أجل تهنئة الشيخ رائد صلاح بإطلاق سراحه".
فيما واصل حديثه قائلاً: "هذا الشعور علامة محبة وتقدير في قلب ووجدان كل صادق من أبناء شعبنا ممن عرف فضل ودور الشيخ رائد فيما قدّم لشعبه وأمته ودينه خلال سنين عمره".
كانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت، في وقت سابق من يوم الإثنين، عن الشيخ صلاح، بعد اعتقال دام نحو 17 شهراً.
يشار إلى أنه في فبراير/شباط 2020، قضت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة حيفا (شمال) بسجنه لمدة 28 شهراً؛ بتهمة "التحريض على العنف والإرهاب"، وتم خفضها إلى 17 شهراً، بعد خصم الفترة التي قضاها سابقا (11 شهراً منها).
كذلك قضى شيخ الأقصى أحكاماً سابقة، أوّلها عام 1981، ثم 2003، و2010، فيما اعتُقل بعدها بعام في بريطانيا، ثم أعيد اعتقاله عام 2016، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت".
كما حظرت إسرائيل "الحركة الإسلامية" التي يترأسها صلاح، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بدعوى "ممارستها نشاطات تحريضية ضد إسرائيل".