قالت صحيفة The Times البريطانية الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021 إن نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي يعقد محادثات مع قادة الإمارات؛ في محاولة منه لإقناع حلفائه الخليجيين بدعم التهديد بعمل عسكري ضد إيران.
يتسم وصول بينيت إلى أبوظبي الليلة الماضية بكونه أول زيارة معترفاً بها صراحة لزعيم إسرائيلي إلى دولة خليجية. ومع ذلك، فإن الاحتفالات بالشراكة الاستراتيجية الجديدة بين البلدين طغى عليها الخلاف حول واحدة من القضايا الرئيسية التي كانت سبباً في الجمع بينهما في الأصل: العداء لإيران ونفوذها المتزايد في الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك بعد أن بدَّلت الإمارات موقفها الذي كانت فيه إحدى أكثر الدول تشدداً تجاه إيران في المنطقة، على نحو جعلها تطالب بإجراءات صارمة ضدها قبل بضع سنوات، لتُبادر خلال الأشهر الأخيرة إلى التواصل المباشر مع القيادة الإيرانية، حتى إن الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، زار طهران الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
في غضون ذلك، بدأت الإمارات تعرب عن معارضتها للعمل العسكري ضد إيران أو حتى تشديد العقوبات عليها، وهو تغيير جذري عن موقفها منذ سنوات في عهد ترامب.
وفي هذا السياق، قال عبد الخالق عبد الله، المحلل الإماراتي: "إذا جاء بينيت إلى هنا ليطلب من الإمارات الانضمام إليهم في عمل عسكري، فهو في المكان الخطأ".
ويتعارض ذلك الموقف مع التهديدات المتزايدة بالحرب والتصعيد الصادر عن كل من تل أبيب وحتى من إدارة بايدن، التي كان يُنظر إليها في السابق على أنها أقل تشدداً في موقفها تجاه إيران. ومع أن المحادثات مستمرة بين إيران والغرب في فيينا بهدف إعادة العمل باتفاق 2015 للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات، فإن واشنطن في الوقت نفسه أنذرت، ولو على نحو غير مباشر، من أن توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية لا يزال احتمالاً مطروحاً على الطاولة.
أما الحكومة الإسرائيلية الائتلافية بقيادة بينيت، فقد أنذرت بقوة أكبر، حتى إن بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الذي كان يزور واشنطن في نهاية الأسبوع لمناقشة الخيارات العسكرية ضد إيران، قال للصحفيين إنه أصدر تعليمات "للاستعداد لمواجهة التحدي الإيراني على المستوى العملياتي".
وكانت الإمارات واحدة من بين 4 دول عربية تعترف بإسرائيل العام الماضي في موجة التطبيع معها، جاءت بدفع من البيت الأبيض في عهد ترامب، لكن العلاقات لا تزال حرجة ومثيرة للجدل في جميع أنحاء المنطقة.
ومع أن زيارة بينيت إلى الإمارات كانت قيد الإعداد منذ بضعة أشهر، فإن توقيت الرحلة التي تستغرق 24 ساعة ظل طي الكتمان حتى ساعات قليلة قبلها. وكان من المخطط منذ فترة طويلة إحياء ما يُعرف بـ"اتفاقات أبراهام" التي اعترفت بموجبها الإمارات ثم البحرين والسودان والمغرب بإسرائيل، لكن ذلك أيضاً يأتي في لحظة حرجة.
كما أنه من المقرر أن يلتقي بينيت صباح الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول، الشيخَ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات والذي يُنظر إليه في السنوات الأخيرة على أنه شخصية رئيسية في التحالف الإقليمي المناهض للنظام الإيراني.
وإذا كان ترامب انسحب من الاتفاق النووي، فإنه في الوقت نفسه سخر من فكرة العمل العسكري ضد إيران، وغادر منصبه دون خطة بديلة في حال استأنفت طهران أنشطتها المتعلقة بالمجال النووي. كما أن تصميم ترامب المعلن على "الانسحاب من الشرق الأوسط" ترك قادة التحالف الإقليمي ضد إيران في حيرة من أمرهم بشأن الغرض النهائي من تحالفهم التاريخي المؤيد للولايات المتحدة.