قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 10 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن وثيقة "باور بوينت" مسربة، كشفت كيف حاولت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إسقاط فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، وإعلان حالة الطوارئ وعودة ترامب للرئاسة.
الصحيفة أشارت إلى أن الوثيقة يُعتقد أنها هي التي سلمها رئيس موظفي البيت الأبيض السابق في إدارة ترامب، مارك ميدوز، إلى لجنة مجلس النواب، المعنية بالتحقيق في أعمال الشغب التي شهدها الكابيتول، يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021.
تحمل الوثيقة عنوان "تزوير الانتخابات والتدخل الأجنبي وخيارات 6 يناير/كانون الثاني". وكان التاريخ الذي تحمله صفحة العنوان، 5 يناير/كانون الثاني، أي اليوم السابق لأعمال الشغب.
زعمت الوثيقة أن "الصينيين يسيطرون سيطرة ممنهجة على النظام الانتخابي الأمريكي، وأن هذا يشكل خطراً على الأمن القومي"، وأضافت أن آلات التصويت الإلكترونية "تعرضت للاختراق، وأنه لا يمكن الوثوق بها في توفير فرز دقيق للأصوات".
كذلك اقترحت وثيقة الخطة المؤلفة من 36 صفحة، إطلاع أعضاء الكونغرس على "التدخل الأجنبي"، وإعلان "حالة طوارئ أمنية"، وإعلان أن "التصويت الإلكتروني في جميع الولايات غير سليم".
بحسب الصحيفة البريطانية، حددت الوثيقة أيضاً ثلاثة خيارات لنائب الرئيس آنذاك مايك بنس في جلسة الكونغرس، في 6 يناير/كانون الثاني، أثناء التصديق على رئاسة بايدن، ليعيد ترامب إلى البيت الأبيض.
تقول الوثيقة إن بنس يمكنه اللجوء إلى أحد هذه الخيارات الثلاثة: تثبيت قوائم ناخبي ترامب على خلفية اعتراضات الديمقراطيين في الولايات الرئيسية، أو رفض قوائم ناخبي بايدن، أو تأجيل التصديق على فوز بايدن لفحص وفرز بطاقات الاقتراع القانونية فقط".
النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا إريك سوالويل، علّق على الوثيقة: "إلى أي حد بلغت جرأة الجمهوريين في محاولتهم إطاحة حكومة بايدن؟ أَعدوا خطة على برنامج بوربوينت. ما السبب وراء هذه الجرأة الشديدة؟ لأنهم يعتقدون أنكم ووزارة العدل لا تبالون، وبالتالي لا يمكن إيقافهم، نحن في معركة من أجل الديمقراطية".
من جانبه، كتب مدير مركز السياسة في جامعة فيرجينيا، لاري ساباتو: "أنا من الطراز القديم لكن الخيانة تبدو جريمة خطيرة، وأنا لست محامياً، ولكن يبدو أن وثيقة البوربوينت دليل قوي على التخطيط لانقلاب خائن".
بدوره، لم يرد متحدث باسم اللجنة المختارة على الفور على طلب للتعليق على الوثيقة من صحيفة The Independent، لكن نائبة رئيس اللجنة ليز تشيني كتبت على تويتر، يوم الخميس، أن اللجنة "تلقت وثائق مهمة ومثيرة للاهتمام من عدد من الشهود"، من بينهم ميدوز.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لم يُعرف بعد من كتب هذه الوثيقة، وأضافت: "لكن العديد من الخطوات الموصى بها بالوثيقة تتوافق مع أفكار طرحها حلفاء مهمون للرئيس السابق ترامب، منهم سيدني باول ورودي جولياني، على أمل إبقائه في البيت الأبيض لولاية ثانية على غير رغبة الناخبين الأمريكيين".
يُذكر أنه في 6 يناير/كانون الثاني 2021، اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس الجمهوري السابق مبنى الكابيتول، لمنع مصادقة الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
قبل الاقتحام كان ترامب قد ألقى خطاباً أمام مؤيديه على بعد بضع مئات من الأمتار، قال فيه إن الانتخابات قد سُرقت منه.
يأتي ذلك بينما مازال ترامب يهيمن بدرجة كبيرة على الحزب الجمهوري، وبعد ابتعاده عن الأضواء لبضعة أشهر بعد الانتخابات استأنف تنظيم مسيرات أشبه بالتجمّعات الانتخابية، لمّح خلالها في كثير من الأحيان إلى نيته الترشّح مجدداً للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2024.