طالب العشرات من موظفي الكونغرس الأمريكي المسلمين قادة مجلس النواب باتخاذ إجراءات ضد الإسلاموفوبيا، في أعقاب سلسلة من الهجمات المدفوعة بنوازع العداء للمسلمين على نائبة الكونغرس المسلمة إلهان عُمر، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة نُشرت يوم الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول، وقال فيها 62 موظفاً مسلماً إن تصريحات النائبة الأمريكية، لورين بويبرت، المعادية للإسلام والموجهة إلى إلهان عمر أثارت "شعوراً بالقلق والخوف" بين الموظفين المسلمين في الكابيتول هيل.
فيما قالت الرسالة، التي وقَّعها أيضاً 378 موظفاً متضامناً مع محتواها: "إننا نشهد مضايقات دون رادع لأحد أعضاء الكونغرس المسلمين الثلاثة -والعضو المسلم الوحيد المرئي- وهو ما يُشعرنا بأن مكان عملنا ليس آمناً ولا متقبلاً لنا".
الرسالة أضافت: "يتعين علينا الآن أن نأتي إلى العمل كل يوم، ونحن نعلن أن الأعضاء والموظفين أنفسهم الذين يداومون على استخدام المجازات اللفظية المعادية للإسلام والتلميحات إلى أننا إرهابيون – يسيرون إلى جانبنا في قاعات الكونغرس".
اقرأ أيضاً
"تهديدات جسدية ومعنوية"
كما دافعت رسالة الموظفين المسلمين بالكونغرس عن إلهان، ودعت قيادة مجلس النواب إلى نبذ "الخطاب التحريضي الذي يؤدي إلى تهديدات جسدية وعقلية وعاطفية للموظفين المسلمين من منتمين إلى كلا الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي".
في حين تابعت الرسالة: "نحن نعرف تلقائياً أن الأمر سيمر دون عواقب، لكن هذا النوع من السلوكيات الضارة ينطوي على تطبيع للكراهية ضد مجتمع ديني بأكمله، واجه بالفعل عقوداً من الخطاب الازدرائي، وجرائم الكراهية، والمراقبة المتعسفة، وانعدام الثقة به، والتمييز، والشيطنة، والعنف".
هذه الرسالة تأتي بعد فترة وجيزة من انتشار موقع فيديو على موقع فيسبوك تُشبِّه فيه النائبة بالحزب الجمهوري لورين بويبرت، زميلتها الديمقراطية إلهان عُمر بشخص إرهابي يحمل قنابل، وتقول ضاحكة في المقطع: "نظرت إلى يساري، فوجدت إلهان عُمر. وقلت: حسناً، ما دامت لا تحمل حقيبة ظهر، فأعتقد أننا سنكون بخير".
بينما نفت إلهان حدوثَ هذه الواقعة من الأساس.
تلك التصريحات أثارت ضجة وانتقادات واسعة ضد النائبة الجمهورية، وهي مشرِّعة في الفترة الأولى لها.
على إثر ذلك، اعتذرت النائبة الجمهورية في وقت لاحق بمنشور على موقع تويتر، قالت فيه: "أعتذر لأي شخص في المجتمع المسلم ساءه تصريحي حول النائبة إلهان عمر. لقد تواصلت مع مكتبها للتحدث إليها مباشرة. وهناك كثير من الاختلافات السياسية التي يجب التركيز عليها بدلاً من الانصراف إلى هذا الإلهاء الذي لا فائدة منه".
كما جرى اتصالاً هاتفياً بين الاثنتين، لكنه انتهى وهما على خلاف عندما لم تبدِ بويبرت أي ندم.
اقرأ أيضاً
"إجراء حاسم"
من جهتها، قدمت النائبة آيانا بريسلي، وهي نائبة ديمقراطية حليفة لإلهان عمر، عريضة إلى مجلس النواب يوم الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول تطالب فيها بتجريد لورين بويبرت من أي مهام لها في لجان المجلس.
بريسلي قالت: "نحن نعلن تضامننا مع النائبة إلهان عمر وزملائنا المسلمين الذين ظلوا لفترة طويلة عرضة لكراهية وعنف لفظي لا مثيل له".
كانت إلهان قد صرّحت، الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول 2021، إنها تثق بأن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ستتخذ "إجراءً حاسماً" ضد النائبة الجمهورية بعد حديثها عنها الذي اعتُبر ترهيباً واضحاً من الإسلام.
إذ أوضحت إلهان، في مقابلة مع قناة سي.إن.إن التلفزيونية، أنها أجرت محادثة مع رئيسة مجلس النواب، وأنها على يقين بأن إجراءً حاسماً سيُتخذ ضد بوبيرت خلال الأسبوع المقبل، دون أن توضح طبيعة هذا الإجراء المحتمل.
"التعصب الأعمى ضد الإسلام"
في وقت لاحق، طالب الديمقراطيون مجلس النواب بإعفاء بوبيرت من مهامها في لجان المجلس على خلفية "تعصبها الأعمى ضد الإسلام".
يأتي ذلك بعد أيام من نشر إلهان، خلال مؤتمر صحفي، تسجيلاً صوتياً يحمل تهديداً لحياتها، حيث جاء في التسجيل الصوتي المليء بالإهانات: "لن تعيشي طويلاً.. أستطيع أن أضمن لك هذا تقريباً"، متهماً إياها بأنها "جهادية وخائنة"، حسب تلك المزاعم.
فيما عقَّبت إلهان على هذا التسجيل بالقول إن "إدانة ذلك لا ينبغي أن تكون قضية حزبية؛ فالأمر يرتبط بإنسانيتنا وحقوقنا الأساسية المتعلقة بحرية المعتقد الديني المحفوظة في دستورنا".
يُشار إلى أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أعلن مؤخراً أنه سيمنح إلهان جائزة أفضل شخصية عامة مسلمة لهذا العام في حفل افتراضي، نظراً لنشاطها في مجلس النواب الأمريكي في ضوء خلافها الأخير مع النائبة بويبرت.
يُذكر أن النائبتين المسلمتين إلهان عمر، ورشيدة طليب، تواجهان منذ دخولهما مجلس النواب هجمات معادية للإسلام في شخصهما من وسائل الإعلام اليمنية المتطرفة وسياسيين جمهوريين، منهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
تعد إلهان ورشيدة أول امرأتين مسلمتين تُنتخبان في الكونغرس الأمريكي.