مخرج فيلم “أميرة” يعلن إيقاف عرضه.. تعرض لانتقادات حادة بسبب إساءته للأسرى الفلسطينيين

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/09 الساعة 07:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/09 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
لقطة من فيلم "أميرة"/ مواقع التواصل الاجتماعي

أعلن المخرج المصري، محمد دياب، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، وقف عرض فيلم "أميرة" الذي تسبب بجدل واسع النطاق في فلسطين والأردن بسبب إساءته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. 

فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة تداوله بشكل واسع نشطاء، مطالبين بوقف بث فيلم "أميرة" الذي يتناول قضية "تهريب النُّطف" من سجون الاحتلال، والذي تعرض لانتقادات بسبب "إساءته" للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

فيلم أميرة هو إنتاج مشترك أردني مصري فلسطيني من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والممثلة الأردنية تارا عبود التي لعبت دور أميرة.

تبريرات منتجي فيلم "أميرة"

طالبت أسرة فيلم "أميرة" في بيان نشره دياب عبر صفحته على فيسبوك، بتشكيل لجنة مختصة من قبل السجناء الفلسطينيين وعائلاتهم لمشاهدة الفيلم ومناقشته.

أكد البيان أن "أميرة" لم يسئ لقضية الأسرى الفلسطينيين وأن هناك "إجماعاً" خلال عرضه في المهرجانات السينمائية بأن "الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي إنساني وينتقد الاحتلال بوضوح".

رفضت وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية الفيلم، الأربعاء، بوصفه "مسيئاً" وطالبوا الأردن بوقف بثه لوجود "تداعيات خطيرة" جراء عرضه.

بينما قال وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، في بيان، إن "الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية".

كما طالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن  والجهات الرسمية بأن تنظر "بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء "وفا".

الفيلم "قصة خيالية"

ذكر بيان أسرة الفيلم أن القصة خيالية وأن عمر أميرة في الفيلم 18 عاماً "يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في 2012". وأردف البيان أن الفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول إنه "منذ 2012 ولد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة".

ما أشار البيان إلى أن "الفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين".

غضب ودعوات لوقفة احتجاجية

فيما انتشرت دعوات خلال وسائل التواصل الاجتماعي لوقف عرض الفيلم، حيث كتب مغردون تحت وسم "#اسحبوا_فيلم_أميرة" آلاف التغريدات المعارضة لقصة الفيلم الذي يسعى الأردن من خلاله إلى دخول سباق المنافسة بجائزة الأوسكار العالمية.

كما دعا مغردون إلى وقفة احتجاجية، الخميس، أمام الهيئة الملكية للأفلام في الأردن احتجاجاً على فيلم أميرة وذلك للمطالبة بإيقاف عرضه وسحبه من تمثيل الأردن في جائزة الأوسكار.

كما طالب المعترضون على الفيلم القيمين عليه بتقديم اعتذار للسجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية على اعتبار أن رواية أميرة تسيء لأكثر من 100 طفل فلسطيني ولدوا عن طريق تهريب النطف.

استغلال قضية وطنية حساسة

من جهته، قال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، إن فيلم أميرة يخدم الاحتلال الإسرائيلي وروايته ضد الأسرى"، مُديناً "استغلال هذه القضية، التي تُعتبر إنجازاً فلسطينياً لم يحدث في التاريخ إلا في فلسطين".

أشار فارس إلى أن "من لجأ إلى هذه الحبكة السينمائية، عبر استغلال قضية وطنية حساسة، تعامل معها بطريقة مرضية لغايات تسويقية، والعمل لا علاقة له بالفن، وفيه استغلال لقضية عالية الرمزية بطريقة وضيعة، وسيكون لنا موقفنا في هذا الخصوص، وخاطبنا وزارتي الثقافة والخارجية ورئاسة الوزراء وهيئة شؤون الأسرى والهيئة العليا للأسرى، وستكون لنا مجموعة من الخطوات ضد هذا الفيلم".

تابع فارس أن "الذي يشوّه إنجاز الأسرى وتجربتهم في الخصوص، فيه مؤشرات لا يستفيد منها إلا الاحتلال"، مؤكداً أن "الفيلم مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يستند إلّا إلى الأكاذيب، التي حولته إلى أداة تخدم الاحتلال الإسرائيلي".

تحميل المزيد