نقلت وكالة إنترفاكس الروسية، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله إن موسكو ترى أنّ تصاعد حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا يهدد بتكرار أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
جاءت تصريحات المسؤول الروسي، وسط تصاعد مخاوف الغرب من قيام روسيا بحشد قواتها قرب أوكرانيا، وقد عبّرت روسيا بدورها عن القلق من علاقات أوكرانيا الوثيقة مع حلف الأطلسي، واتهمت كييف بحشد قواتها هي الأخرى.
مسؤول الخارجية صرح في المنافسة نفسها قائلاً: "كما تعلمون، قد يصل الأمر إلى ذلك الحد".
كما أضاف: "إذا ظلت الأمور كما هي عليه، فمن الوارد جداً من تسلسل الأحداث أن تستيقظ لترى نفسك في وضع شبيه بذلك".
كان ريابكوف يشير إلى المواجهة التي حدثت عام 1962 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق والتي وضعت العالم على شفا حرب نووية.
هل ستغزو روسيا جارتها أوكرانيا؟
الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، قالت صحيفة The Washington Post، إن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا، يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي، اعتباراً من العام المقبل، مؤكدة بذلك مخاوف لدى كييف من هذا الاحتمال.
الصحيفة نقلت عن مسؤول أمريكي كبير- طلب عدم كشف هويته- قوله إن موسكو تستعد لإطلاق "مئة كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف رجل، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى".
كذلك نقلت الصحيفة عن وثيقة عسكرية أمريكية، أن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة، بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، رفضت التعليق على معلومات تتعلق بالاستخبارات، لكنها قالت إنها "قلقة جداً من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا".
واشنطن تستعد للسيناريو الأسوأ
فقد ذكرت شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن إدارة بايدن تدرس خياراتٍ لإجلاءٍ مُحتمَل لمواطنين أمريكيين من أوكرانيا إذا قامت روسيا بغزو البلاد، الأمر الذي من شأنه أن يزعزع الوضع الأمني في البلاد، وقالت مصادر الشبكة إن الخطة تعدها وزارة الدفاع الأمريكية.
في إحاطةٍ "قاتمة" لأعضاء مجلس الشيوخ قدَّمتها فيكتوريا نولاند، المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية، ليلة الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول، أوجزت نولاند حزمة العقوبات الصارمة التي تعِدُّها الإدارة رداً على الهجوم الروسي المُحتمَل، لكنها أقرَّت بأن خيارات الولايات المتحدة لردع الغزو محدودةٌ إلى حدٍّ ما، بحسب شخصٍ مُطَّلِعٍ على الإحاطة.
فيما شدَّدَ مسؤولون أمريكيون على أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اتَّخَذَ قرار الغزو، لكنه حَشَدَ ما يكفي من القوات والمعدّات والإمدادات بالقرب من حدود أوكرانيا بحيث يمكنه التحرُّك للهجوم في وقتٍ قصيرٍ للغاية.
في السياق نفسه، شدَّدَت المصادر على أن الإدارة لا ترى في الوقت الحالي حاجةً لعمليات الإجلاء، ولاتزال الخطوط الجوية تعمل من المطارات الدولية الأوكرانية، وأيضاً لاتزال الحدود البرية إلى جيران أوكرانيا الغرب مفتوحة.
في حين، أكَّد العديد من المسؤولين المشاركين في التخطيط أن المناقشات جزءٌ من هذا التخطيط في حال تدهور الوضع الأمني بشدة.
من جانبه، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون، جون كيربي، في بيان: "وزارة الدفاع منظمة تخطيط، ويجب أن تكون جاهزةً لأيِّ طريقةٍ للتعامل مع أيٍّ من حالات الطوارئ بجميع أنحاء العالم، نحن نفكِّر كثيراً في العديد من السيناريوهات، ولكن لا توجد إشارةٌ إلى طلب عمليات إجلاء المدنيين من أوكرانيا".
كما أضاف: "من الخطأ استنتاج أن هناك جهوداً نشطة في البنتاغون للتحضير لذلك".
تبادل للاتهامات
الدول الغربية وأوكرانيا وجهت اتهامات إلى روسيا بشأن حشدها المزعوم للقوات بالقرب من الحدود الأوكرانية.
بينما رفضت موسكو الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل الأراضي الروسية، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.
يذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تسهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".