يزور وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس واشنطن، الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، في إطار جهود دبلوماسية متجددة للتأثير في الموقف الأمريكي تجاه إيران، وسط الجمود في المحادثات النووية.
موقع Axios الأمريكي قال نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين إنَّ نقاشاً داخلياً يدور بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول أفضل طريقة للتأثير في الموقف الأمريكي، مع تزايد قلق غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد من نهج المواجهة الذي يتبعه رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
حيث وعد بينيت الرئيس بايدن عندما التقيا، في أغسطس/آب، بأنه لن يشارك في حملة عامة على غرار بنيامين نتنياهو، ضد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، لكن بعد 100 يوم فقط فعل بينيت ذلك بالضبط، وهو الانجراف إلى سياسة انتقاد موقف الولايات المتحدة والمعارضة العلنية لأية محادثات مع إيران.
لكن غانتس يضغط من أجل نهج أهدأ للمشاركة الخاصة مع إدارة بايدن.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنَّ قرار بينيت بالتخلي عن الالتزام الذي قدمه لبايدن جاء بتأثير من مستشاره للسياسة الخارجية المتشدد، شمريت مئير، الذي ينتقد نهج إدارة بايدن.
ورغم أنَّ مستشار الأمن القومي إيال حولاتا هو المسؤول الرسمي عن الحوار مع البيت الأبيض بشأن إيران، فإن مئير هو مستشار بينيت الأكثر تأثيراً في هذه القضية.
وسيصل غانتس إلى واشنطن تزامناً مع بدء جولة أخرى من المفاوضات النووية في فيينا، وسيجتمع الخميس، 9 ديسمبر/كانون الأول، مع وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية توني بلينكن، وقبل الرحلة التقى غانتس السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل توم نيدس.
فيما يزور مدير وكالة المخابرات "الموساد"، ديفيد بارنيا، أيضاً واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه من المتوقع أن يشدد غانتس على أنه يجب على الولايات المتحدة إقناع الإيرانيين بأنهم يواجهون تهديداً عسكرياً أمريكياً ذا مصداقية -من خلال الضغط الدبلوماسي الإضافي وإبراز القوة في المنطقة- من أجل إعادة إيران إلى اتفاق 2015.
بينما تعارض الحكومة الإسرائيلية إحياء صفقة عام 2015 النووية، يعتقد غانتس وكثيرون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنَّ حالة عدم اليقين الحالية هي في الواقع أخطر بكثير.
يقول مسؤولو دفاع إسرائيليون إنَّ غانتس يعتقد أنَّ الجمود في محادثات فيينا يمنح إسرائيل مزيداً من الوقت للعمل مع إدارة بايدن على تطوير "خطة ب".
من المتوقع أيضاً أن يثير غانتس مسألة تأخُر موافقة الكونغرس على فاتورة مساعدة بقيمة مليار دولار لتجديد نظام القبة الحديدية الإسرائيلي المضاد للصواريخ.
الحكومة الإسرائيلية راضية عن المأزق في فيينا، ما دام يؤدي إلى مزيد من العقوبات على إيران، بدلاً من نهج بديل أكثر ملاءمة لطهران، فيما يقول المسؤولون الإسرائيليون إنَّ أحد هذه الخيارات هي صفقة مؤقتة يحصل فيها الإيرانيون على رفع عقوبات واسع النطاق، مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
طرحت الولايات المتحدة هذه الفكرة مع الإسرائيليين قبل عدة أسابيع، لكن إيران قالت إنها لن توافق على مثل هذا الاتفاق المؤقت، كما يعارض الإسرائيليون أي اتفاق مؤقت.