أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تحقق في قضية التلاعب بأسعار صرف العملات، وفق ما صرّح به للصحفيين، أثناء عودته من قطر، التي أجرى إليها زيارة رسمية يومي الإثنين والثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021.
قال أردوغان إن "هيئة الرقابة المصرفية تحقق في قضية التلاعب بأسعار الصرف، وسنرى من يقف وراء ذلك". وأكد أن تركيا ستتغلب على الهجمات التي تستهدف اقتصادها، وأن هذه الهجمات لن تخلف آثاراً عميقة في بنيته.
بخصوص مسألة ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، قال أردوغان: "عقب الانتهاء من مناقشة موازنة 2022 في البرلمان، سنطرح مشروع قرار لمكافحة المحتكرين"، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول.
يأتي ذلك بعد أن شهدت الليرة التركية تراجعات جديدة خلال الأسابيع الماضية، متأثرة باستمرار المخاوف بشأن سياسات التيسير النقدي للبنك المركزي، رغم ارتفاع معدل التضخم بأكثر من 21%.
مواجهة مضاربات بأسعار الصرف
الأسبوع الماضي قال الرئيس التركي "إننا نواجه مضاربات بأسعار الصرف والفائدة، ونحن فقط من يمكنه التصدي لذلك".
في تصريحاته تحدث الرئيس عن النموذج الاقتصادي الجديد الذي يقوم على خفض أسعار الفائدة، وفي هذا الصدد أكد أن نظام الفائدة هو الذي يجعل الثري أكثر ثراءً، والفقير أكثر فقراً.
كما جدّد أردوغان في تصريحاته تشديده على أن بلاده تواجه مضاربات في أسعار صرف العملات الأجنبية أمام العملة المحلية الليرة، قائلاً "كلما همّت تركيا للخروج من نظام الفائدة المرتفعة تواجه ضغوطات بمثل هذه المضاربات والتلاعبات".
زاد قائلاً "لقد منعنا بلادنا من الانزلاق في مأزق بهذه الطريقة، ولن نسمح بذلك"، مضيفاً "نحن هنا نواجه مضاربات في أسعار الصرف، ومن ثم لا أحداً غيرنا سيتصدى لذلك".
أوضح أن "هناك صناديق مالية عالمية قصيرة الأجل تدخل البلاد لتحقيق أرباح عالية من الفوائد"، لافتاً أن "هذه الأموال الساخنة يمكن أن تخفض سعر الصرف مؤقتاً، ولكن ليس وضعاً مثالياً".
"تركيا لم تعد تركيا القديمة"
أردوغان شدد على أن "تركيا لم تعد تركيا القديمة، ولن تذعن للتهديدات الاقتصادية التي تتم من خلال الأسواق المالية، فاقتصادنا الحقيقي لديه القوة والقدرة على إبطال هذه التهديدات تماماً".
زاد أردوغان قائلاً "يمكننا بسهولة الوقوف ضد هذه التهديدات، لم يعد من الممكن إضعافنا ومنعنا من خلال عمليات التلاعب بالعملة. وأكدنا في مجلس الأمن القومي أننا على علم بهذه التهديدات، وأننا أقوياء وعازمون على اتخاذ إجراءات ضدها".
كما أكد أردوغان أن المؤشرات الأساسية لتركيا في الاقتصاد قوية للغاية، لافتاً أن هناك من يسعون لإظهار تلك المؤشرات ضعيفة.
تابع قائلاً "البيانات الاقتصادية لتركيا ليست ضعيفة، بل على العكس من ذلك هي في أحسن أحوالها، مضيفاً "لقد وصل بلدنا إلى نقطة يستطيع معها كسر هذه الحلقة المفرغة، ولا عودة للوراء بعد ذلك".
كما أوضح أنه "قد حان الوقت الآن للمستثمرين الأجانب الذين يثقون بديناميات تركيا الاقتصادية القوية للاستثمار في مشاريع طويلة الأجل".