الأمن السوداني “يقمع” احتجاجات رافضة لاتفاق البرهان وحمدوك.. مدنيون اعتدوا على المتظاهرين بالأسلحة البيضاء

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/06 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/06 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تظاهرات بالعاصمة السودانية الخرطوم رفضاً للاتفاق البرهان وحمدوك/ الأناضول

انطلقت تظاهرات جديدة بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدة مدن في البلاد، الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021؛ رفضاً للاتفاق السياسي بين رئيسَي مجلسَي السيادة عبد الفتاح البرهان والوزراء عبد الله حمدوك، فيما فرَّقت الشرطة السودانية بالقوة تظاهرة قرب القصر الرئاسي بالخرطوم، وتعرّض آخرون لاعتداءات بالأسلحة البيضاء.

فقد انطلقت تلك التظاهرات في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، من ضمنها منطقة الديم والشجرة وشارع الستين والثورة في أم درمان والخرطوم بحري.

اعتداءات بالأسلحة البيضاء

فيما حمل المحتجون بشارع الستين، شرقي الخرطوم، الأعلام الوطنية، وأشعلوا إطارات السيارات، ورددوا هتافات: "مدنية.. مدنية".

لكن هؤلاء المحتجين تعرضوا لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من قِبل مجموعة مدنية غير محددة الهوية، كما أتلفوا سيارات المارة بالطريق.

احتجاجات جديدة في السودان رفضاً لاتفاق البرهان وحمدوك/ الأناضول

كان من بين تلك السيارات، سيارة وكالة الأناضول التركية، حيث تعرضت للكسر من قِبل المجموعة غير المعروفة.

كما حمل المتظاهرون في منطقة الخرطوم بحري شعارات: "سنظل شامخين كأرواح الشهداء وفي السماء كالمتاريس.. موكب 6 ديسمبر"، و"ضد الرصاص.. والانتكاس".

أما في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة (وسط)، فحمل المحتجون شعارات "الثورة ثورة شعب.. والسلطة سلطة شعب"، وفقاً لشهود عيان.

وفي مدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور، حمل المحتجون لافتة مكتوباً عليها: "موكب مقاومة نيالا.. موكب 6 ديسمبر لدعم التحول الديمقراطي".

كذلك حمل المحتجون في مدينة الضعين مركز ولاية شرق دارفور (غرب)، شعارات "السلطة سلطة شعب"، فيما هتف المحتجون في مدينة مايرنو بولاية سنار "السلطة سلطة شعب.. والعسكر للثكنات".

احتجاجات قرب القصر الرئاسي

بينما فرَّقت الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع تظاهرة قرب القصر الرئاسي بالخرطوم، وذلك بعدما انطلقت من حديقة القرشي وسط العاصمة ووصلت إلى محيط القصر الرئاسي.

قبل ذلك كان المحتجون يحملون الأعلام الوطنية في أثناء سيرهم نحو 3 كيلومترات إلى البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي، مرددين هتافات، منها: "السلطة سلطة شعب والثورة ثورة شعب".

احتجاجات جديدة في السودان رفضاً لاتفاق البرهان وحمدوك/ الأناضول

من جهته، بثَّ حزب "المؤتمر" السوداني -من مكونات "الحرية والتغيير"- على صفحته بـ"فيسبوك"، بثاً مباشراً لتظاهرات بمدينة كسلا (شرق) تندد بـ"الانقلاب العسكري"، ورافضة لاتفاق البرهان وحمدوك.

تأتي التظاهرات استجابة لدعوة قوى "إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي" ولجان المقاومة في السودان، إلى إسقاط ما سمَّته بـ"الانقلاب" وتحقيق "مدنية الدولة".

أحداث ساخنة في السودان

يأتي ذلك بينما يعاني السودان في خضم أزمة اقتصادية طاحنة، ولم تبزغ بعض المؤشرات الإيجابية، إلا مع بدء تدفُّق الأموال من صندوق النقد والبنك الدوليين ودول غربية، والتي تم تعليق معظمها بعد الإجراءات الأخيرة.

منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يعاني السودان أزمة حادة، إذ أعلن البرهان حالة الطوارئ وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات، باعتبارها "انقلاباً عسكرياً".

مقابل اتهامه بتنفيذ "انقلاب عسكري"، يقول البرهان إن الجيش ملتزم باستكمال عملية الانتقال الديمقراطي، وإنه اتخذ إجراءاته الأخيرة؛ لحماية البلاد من "خطر حقيقي"، متهماً قوى سياسية بـ"التحريض على الفوضى".

قبل تلك الإجراءات كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر بموجب "الوثيقة الدستورية" 53 شهراً، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية، وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.

تحميل المزيد