قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية في تقرير نشرته يوم الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول 2021 إن المسؤولين الإسرائيليين ندَّدوا بتعامل الولايات المتحدة مع المحادثات النووية مع إيران، محذرين من سيناريو توافق فيه واشنطن على رفع العقوبات الإيرانية مقابل اتفاقية وسيطة، بموجبها توافق طهران على بعض المطالب فقط، مثل وقف تخصيب اليورانيوم أو وقف الأبحاث النووية والتطوير.
مسؤولون إسرائيليون قالوا إن مثل هذا الاتفاق إن حدث، سيقضي على إحدى أهم أدوات المجتمع الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني.
شروط إيران في المباحثات
أحد المسؤولين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن الأمريكيين لا ينفون رغبتهم في التوصل إلى مثل هذه الصفقة، لكنه أوضح أن المسؤولين الأمريكيين فوجئوا بتقديم المندوب الإيراني لورقتي موقف تضمنتا مطالب حازمة تتعلق برفع العقوبات وشروط إيران للعودة إلى الاتفاق النووي.
تشمل مسودات الاتفاقات التي قدمها علي باقري كني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، الانسحاب من جميع التفاهمات التي جرى التوصل إليها في الجولة السابقة من المحادثات، في يونيو/حزيران 2021، فضلاً عن مطالبة القوى العالمية برفع العقوبات الاقتصادية فقط ضد إيران، وتقديم ضمانات بعدم فرض عقوبات جديدة عليها في المستقبل، في خطوة تهدف إلى طمأنة المستثمرين المحتملين.
في غضون ذلك، من المقرر أن تتكثف جهود إسرائيل الدبلوماسية. ومن المقرر أن يتوجه رئيس الموساد ديفيد بارنيا إلى واشنطن في غضون أيام قليلة، حيث سيجري محادثات "مهمة للغاية" مع مسؤولي الإدارة لإقناعهم بعدم التوقيع على اتفاق وسيط مع إيران. كذلك سيسعى إلى حشد الدعم الدولي للعقوبات القاسية التي ستجبر إيران على التراجع عن برنامجها النووي.
طريق مسدود للمفاوضات
على الجانب الآخر، كان وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن صريحاً، على الأقل في خطابه. وقال: "إذا تبين أن الطريق إلى العودة إلى الامتثال للاتفاق يمثل طريقاً مسدوداً، فسنسعى وراء خيارات أخرى"، مضيفاً أنه يتعين على إيران اتخاذ قرارات جادة للغاية خلال الأيام القليلة المقبلة، مثل المحادثات غير المباشرة بين إيران والوساطة الأمريكية حتى الأسبوع المقبل.
كذلك انتقد مسؤول أمريكي آخر بشدة سلوك إيران في فيينا يوم السبت 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، قائلاً إن الولايات المتحدة لن تواصل جهودها لتجديد الاتفاقية "إلى الأبد". وفي إفادة إعلامية، قال المسؤول إن الولايات المتحدة مستعدة لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق مع طهران، مضيفاً أنه إذا توصلت واشنطن إلى نتيجة مفادها أن إيران أماتت الاتفاق، فمن المتوقع فرض عقوبات إضافية.
أعرب مسؤولون أوروبيون عن استيائهم من مطالب الإدارة الإيرانية المتشددة الجديدة، حيث دعا ماكرون الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى زيادة النفوذ الإسرائيلي على المفاوضات، وقال للصحفيين إنه سيكون من الصعب التوصل إلى تفاهمات مع إيران دون تدخل إسرائيل ودول الخليج العربي. وكان الرئيس الفرنسي ماكرون متشائماً بشأن التوصل إلى مثل هذه التفاهمات في المستقبل القريب.
تصلب مواقف الشركاء الأوروبيين
مسؤولون إسرائيليون قالوا إنهم ينظرون إلى كلام بلينكن الحاد على أنه رد على تصلب مواقف شركائه الأوروبيين في المفاوضات. بعد أسابيع قليلة من اجتماعات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أيد ممثلو هذه الدول المواقف الإسرائيلية بشأن الاتفاقية.
من جانبه، قال إنريكي مورا، ممثل الاتحاد الأوروبي في المحادثات، إن المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، مضيفاً أن هناك "شعوراً بالإلحاح" في استعادة الاتفاق. وقال أيضاً إن الأطراف ستؤسس الجولة القادمة من المحادثات على التفاهمات التي جرى التوصل إليها سابقاً.
في المقابل ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن المحادثات ستستأنف يوم الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021 بعد أن قيّمت الدول الغربية الاقتراح الإيراني، دون الخوض في تفاصيل الاقتراح. وقالت الوكالة أيضاً إن الوفود ستبقى في العاصمة النمساوية لمواصلة عملها.
قال مصدر دبلوماسي: "من الواضح جداً أن إيران جاءت إلى فيينا ليس للحصول على اتفاق، ولكن للحصول على الإغاثة، سنرى ما إذا كانت القوى العالمية ستتحرك في اتجاه إحداث أزمة مع إيران أو في اتجاه المرونة".