أعلن كل من الكرملين ومصدر أمريكي مطلع، السبت 4 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن الرئيس جو بايدن سيجري اتصالاً عبر الفيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول، وذلك بهدف مناقشة تطورات الملف الأوكراني وقضايا أخرى.
حيث قال الكرملين لـ"رويترز"، إن الجانبين سيناقشان أيضاً العلاقات الثنائية، وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال قمة الزعيمين في جنيف، والتي عُقدت خلال يونيو/حزيران الماضي.
فيما أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على سؤال عن مدة المحادثات، أنه سيتم تحديدها باختيار الرئيسين، وستجرى "في المساء، والرئيسان سيحددان الموعد بنفسيهما".
بينما لم يتم الكشف عن التوقيت الدقيق للمكالمة.
مخاوف الولايات المتحدة
من جهته، ذكر المصدر الأمريكي أن الزعيمين يعتزمان بحث مخاوف الولايات المتحدة من الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية وموضوعات أخرى مثل قضايا إلكترونية وإقليمية.
المصدر لفت إلى أن بايدن سيؤكد مخاوف الولايات المتحدة من الأنشطة العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، ويجدد دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
بدوره، ذكر يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن الزعيمين سيناقشان "الوضع غير المُرضي في العلاقات الثنائية والقضايا المهمة على الأجندة الدولية"، وضمنها أفغانستان والملف الإيراني والأزمة الأوكرانية والوضع في ليبيا وسوريا.
أوشاكوف أوضح، في تصريحات سابقة، أن الرئيسين سيبحثان "سير الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي"، مؤكداً أن الاتصالات بهذا الشأن مستمرة، وقد أجرى الجانبان جولتين من المحادثات على هذا الصعيد.
روسيا تنفي صحة تقارير عن هجوم محتمل
في وقت سابق من السبت، نقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن وزارة الخارجية، قولها إن روسيا نفت صحة تقارير جديدة لوسائل الإعلام الأمريكية عن هجوم روسي محتمل على أوكرانيا، متهمةً واشنطن بمحاولة تصعيد الموقف وتحميل موسكو المسؤولية.
كانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت عن مسؤولين ووثيقة للمخابرات الأمريكية، السبت، أن المخابرات تعتقد أن روسيا ربما تخطط لهجوم متعدد الجبهات على أوكرانيا بحلول أوائل العام المقبل، بمشاركة ما يصل إلى 175 ألف جندي.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، قالت إن "الولايات المتحدة تنفذ عملية خاصة تُظهر أن الوضع حول أوكرانيا متفاقم، بينما تنقل المسؤولية إلى روسيا"، لافتة إلى أنها "تستند في ذلك إلى أعمال استفزازية بالقرب من حدود روسيا مصحوبة بخطاب اتهام".
كان بايدن قد صرح، الجمعة، بأنه يعمل على إعداد مجموعة من المبادرات "تجعل من الصعب للغاية" على بوتين القيام بنشاط عسكري محتمل ضد أوكرانيا.
حيث أكد بايدن، في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، أنه على اتصال دائم بحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والمسؤولين الأوكرانيين من خلال وزير خارجيته أنتوني بلينكن، والمستشار الأمني جيك سوليفان.
قمة ثانية
تأتي التحضيرات للقمة الثانية بين الرئيسين في الوقت الذي يؤكد فيه الطرفان سعيهما إلى تحسين العلاقات بين البلدين، بعد أن تراجعت إلى أسوأ حالة منذ فترة الحرب الباردة، بحسب الكرملين.
يشار إلى أنه في 16 يونيو/حزيران الماضي، أجرى بوتين وبايدن، في مدينة "جنيف" السويسرية، أول قمة بينهما استمرت نحو 4 ساعات واتفقا خلالها على إعادة سفيري البلدين بعد استدعائهما سابقاً.
عقب لقائه بايدن، آنذاك، قال بوتين إن هناك بارقة أمل ببناء ثقة متبادلة، ويمكن الاتفاق على كل القضايا التي تم بحثها.
جدير بالذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".