قالت صحيفة The Washington Post، الجمعة 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا، يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي، اعتباراً من العام المقبل، مؤكدة بذلك مخاوف لدى كييف من هذا الاحتمال.
الصحيفة نقلت عن مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كشف هويته، قوله إن موسكو تستعد لإطلاق "مئة كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف رجل، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى".
كذلك نقلت الصحيفة عن وثيقة عسكرية أمريكية، أن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة، بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، رفضت التعليق على معلومات تتعلق بالاستخبارات، لكنها قالت إنها "قلقة جداً من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا".
المتحدث باسم "البنتاغون" اللفتنانت كولونيل توني سيميلروث، قال إن بلاده "تواصل دعم تخفيف التوتر في المنطقة وإيجاد حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا".
يأتي هذا بينما تسود مخاوف في أوكرانيا من احتمال غزو جديد لأراضيها من قبل روسيا، وقال وزير العدل الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف أمام البرلمان، إن تقديرات الاستخبارات الأوكرانية تشير إلى أن نهاية يناير/كانون الثاني 2022، هي "الفترة الأكثر احتمالاً" لاستكمال الاستعدادات الروسية لـ"تصعيد كبير".
ريزنيكوف أشار إلى أن نحو مئة ألف جندي روسي قد يشاركون في هجوم محتمل، مؤكداً أن "التصعيد سيناريو محتمل ولكنه ليس حتمياً ومهمتنا منعه"، وأضاف أن روسيا بدأت بالفعل "تدريبات عسكرية بالقرب من أوكرانيا" وتجري "اختبارات لاتصالاتها".
مباحثات أمريكية روسية
بدورها، تحاول أمريكا منع الهجوم الروسي المُحتمل، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد عزز الضغط على روسيا، الجمعة 3 ديسمبر/كانون الثاني 2021، مؤكداً أنه يعد "مبادرات" للدفاع عن أوكرانيا في حالة حدوث غزو، عقب تمركز القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية.
كذلك كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، قد صرح خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، يوم الخميس الفائت، في ستوكهولم: "نحن قلقون جداً من خطط روسيا لاعتداء جديد على أوكرانيا"، مكرراً اتهامات أطلقها قبل يوم عندما تحدث عن "أدلة" على استعدادات من هذا النوع.
بلينكن حذر أيضاً من أنه "إذا قررت روسيا مواصلة طريق المواجهة، فستواجه عواقب وخيمة"، كما هددت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة على موسكو.
وسط هذا المشهد المتوتر، يفترض أن يناقش الرئيس الأمريكي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو التوتر بشأن أوكرانيا، بعد سبع سنوات من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واستيلاء القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء من شرق أوكرانيا.
وتحث أوكرانيا حلفاءها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على إعداد حزمة عقوبات قاسية لردع روسيا ومنعها من شن هجوم، فيما تتهم موسكو أوكرانيا والولايات المتحدة بزعزعة الاستقرار، وتشير إلى أن كييف ربما تستعد لتنفيذ هجوم في شرق أوكرانيا وهو ما تنفيه كييف بقوة، بحسب وكالة رويترز.