قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن "التحركات الأخيرة" و"الخطاب الأخير" من جانب إيران "لا يعطينا كثيراً من أسباب التفاؤل" بشأن المحادثات النووية المستأنفة حديثاً في فيينا.
بلينكن وفي مؤتمر صحفي في ستوكهولم بالسويد، قال كذلك: "أعتقد أنه في المستقبل القريب جداً، سنكون في وضع يسمح لنا بالحكم على ما إذا كانت إيران تعتزم الآن الانخراط بحسن نية".
مقترحات إيرانية في المفاوضات
في سياق متصل فقد سبق أن قال رئيس الوفد الإيراني بالعاصمة النمساوية فيينا، علي باقري كني، الخميس، إن بلاده قدمت مقترحاً للقوى الدولية باللجنة المشتركة للاتفاق النووي، يشمل رفع العقوبات والمسائل النووية.
أضاف كني في تصريح صحفي، أنه "عقب المشاورات التي جرت بالأيام القليلة الماضية، قدم الوفد الإيراني، الأربعاء، إلى الجانب الآخر وثيقتين تشملان رفع العقوبات والمسائل النووية"، وفق وكالة "فارس" الإيرانية.
أشار كني، الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني، إلى أن "الوثيقة الأولى تتضمن وجهة نظر طهران بشأن رفع العقوبات، والمسودة الأخرى تتعلق بالقضايا النووية".
أوضح أن "الأمر متروك الآن لأطراف المحادثات النووية الأخرى لدراسة الوثيقتين والدخول في مفاوضات جادة بشأن المقترح". وتابع قائلاً: "أعلنّا للجانب الآخر أننا مستعدون لمواصلة المحادثات، وإذا كانوا مستعدين فليست لدينا مشكلة".
لفت إلى أنَّ "وضع الوثيقتين والجدول الزمني للمحادثات سيتم تحديدهما على الأرجح خلال مباحثات، الخميس، مع أطراف المفاوضات النووية".
أفاد المسؤول بأن "أطرافاً أجنبية (لم يسمها) حاولت بشكل ما تعطيل المحادثات، منذ انطلاق المفاوضات النووية في فيينا"، دون مزيد من التفاصيل.
أردف: "حذَّرنا في اجتماعاتنا من أن رؤية الجهات الفاعلة خارج مجموعة المحادثات لا ينبغي أن يكون لها تأثير سلبي على المفاوضات النووية".
جولة جديدة من المفاوضت
يذكر أنه في يوم الإثنين، انطلقت جولة جديدة من مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، بالعاصمة النمساوية فيينا، بعد توقف استمر 5 أشهر.
في تصريحات قبل يوم من المفاوضات، أعلن كني أن "الهدف الأول لطهران من المفاوضات هو إلغاء كافة العقوبات المفروضة عليها". وأضاف أن بلاده "جاهزة للحوار على أساس الحصول على ضمانات ملموسة والتحقق من التزامات الطرف الآخر"، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية.
أجريت 6 جولات من المحادثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى، في فيينا بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران 2021؛ في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
تهدف المفاوضات التي عُقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران؛ لدفعها إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
رفع العقوبات
تصر طهران على رفع كامل للعقوبات الأمريكية قبل أن تعود لالتزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الذي استضافته فيينا في 14 يوليو/تموز 2015.
في السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه أجرى محادثات بنّاءة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وذلك ضمن المحادثات مع الإسرائيليين بخصوص الملف النووي الإيراني، مؤكداً وجود الهدف الإستراتيجي نفسه وهو عدم امتلاك إيران للسلاح النووي وردعها عن ذلك.