تباهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب علناً بأن الجمهوريين الطموحين "يتوسلون إليه" لاختيار أحدهم نائباً له في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، في ظل استعداداته القائمة على قدم وساق للترشح من أجل فترة رئاسية جديدة في البيت الأبيض.
صحيفة The Times البريطانية قالت إنه من الواضح أن ترامب يخطط للمنافسة على الرئاسة مرة أخرى، لكنه لم يؤكد ذلك بعد، وهو ما يقطع الطريق على أولئك الذين لديهم أحلام في تولي الرئاسية، ويتمنون وراثة قاعدةَ دعمه الانتخابية في أوساط الحزب الجمهوري وخارجه.
أما من جهة ترامب نفسه، فبعد خلافه مع مايك بنس، نائبه لمدة 4 سنوات، بشأن التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات، يُقال إن ترامب يبحث عن شريك يمكنه الثقة به مانحاً الأفضلية في اختياره لهذا المرشح لمن يبدي الولاء التام له.
ويتضمن ذلك تأييد مزاعمه الكاذبه بأن انتخابات 2020 قد زُوِّرت، بالإضافة إلى التهوين من أي دور له في أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول، في 6 يناير/كانون الثاني، احتجاجاً على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبحسب ما ورد، فإن تصريح ترامب جاء أمام مجموعة من الجمهوريين الطموحين الذين استقبلهم في منتجعه مارالاغو في فلوريدا الذي اتخذه قاعدة لبثِّ الجدل والنقاشات حول خططه لانتخابات عام 2024.
وقال أحد مستشاري ترامب الذين تحدثوا لموقع Politico الإلكتروني، إن ترامب تفاخر قائلاً: "إنهم جميعاً يتوسلون إليَّ، كلهم يأتون إليَّ هنا". وأضاف المصدر أن المرشحين للمنصب منقسمون عموماً إلى ثلاث فئات: نساء، أو شخصيات محافظة من ذوي البشرة الملونة، أو مستشارين من ذوي الثقة.
وجاء تباهي ترامب بالتدافع الجمهوري على التودد إليه في سياق الانتقاد لموافقة مارك ميدوز، رئيس أركانه السابق، على التعاون مع لجنة مجلس النواب في التحقيقات الخاصة بشأن أحداث الشغب، في 6 يناير/كانون الثاني. وحثَّ ترامب رفاقه والباحثين عن دعمه على عدم التعاون مع التحقيق.
من جهة أخرى، وإذا كان الجمهوريون البارزون الآخرون مصطفين خلف الرئيس السابق، فإن هناك جدلاً ملموساً حول منصب "نائب الرئيس"، لا سيما فيما يتعلق بالرجل الذي يُنظر إليه على أنه الوريث الواضح لترامب: رون دي سانتيس (43 سنة)، حاكم ولاية فلوريدا.
وتقول مصادر مقربة من ترامب إنه أخذ جانب الحذر من دي سانتيس، لأنه يحصل على نسب تأييد جيدة بين الجمهوريين في استطلاعات الرأي الخاصة بالمرشحين المحتملين للبيت الأبيض، وقد يكون منافساً بارزاً له على منصب الرئاسة أكثر من كونه مقبلاً على الترشح نائباً له.
علاوة على أن هناك عائقاً دستورياً بالفعل، إذ لما كان كلا الرجلين من ولاية فلوريدا فإنه لا يمكن تبديد أصوات الولاية بينهما في المجمع الانتخابي الذي يقرر المرشح للرئاسة.
أما على صعيد التأييد لترامب، فيأتي من أبرز المترددين إليه في منتجع مارالاغو، تيم سكوت، السيناتور الجمهوري الوحيد من ذوي البشرة السوداء، ومايك بومبيو، وزير خارجيته السابق. وقال سكوت (56 سنة)، الذي يُتوقع أن يفوز بإعادة انتخابه في ولاية ساوث كارولينا العام المقبل، إنه لن يرشح نفسه ضد ترامب في حال ترشح الأخير مرة أخرى، كما أنه لن يسعى إلى فترة ولاية أخرى في مجلس الشيوخ، وكلاهما يعتبر مؤشراً على انفتاحه على تولي منصب نائب الرئيس تحت قيادة ترامب.
وعلى النحو نفسه، حافظ بومبيو (57 سنة) على إخلاصه الدؤوب لترامب، بل واقترح ترشيحه للحصول على جائزة نوبل للسلام لجهوده الدبلوماسية في الشرق الأوسط. إلا أن هناك منافساً آخر ظهر في فئة المستشارين الموثوق بهم، وهو ريك غرينيل (55 سنة)، وهو سفير سابق في ألمانيا. ومع ذلك فقد يثير غرينيل، وهو مثلي الجنس يعيش مع شريكه، نوعاً من الانزعاج لدى جزء من القاعدة الإنجيلية التي يعوِّل عليها الحزب الجمهوري، لكن هيمنة ترامب على الحزب قد لا تجعل هذه المسألة حاسمة.
ومن بين المرشحات البارزات لمنصب نائب الرئيس تأتي كيم رينولدز (62 سنة)، حاكمة ولاية أيوا، الموالية لترامب، وكريستي نويم (50 سنة)، حاكمة ولاية ساوث داكوتا. ويبدو أن فرص نيكي هايلي (49 سنة)، وهي حاكمة سابقة لولاية ساوث كارولينا قد تضاءلت، بعد أن انتقدت ترامب على إثر أحداث الشغب في 6 يناير/كانون الثاني، قائلة وقتها إن "[ترامب] سلك مساراً ما كان ينبغي له أن يسلكه".