مسؤول إيراني سابق يعترف بأن بلاده تتجه نحو صنع قنبلة نووية.. هذا ما كشفه عن دور فخري زادة

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/30 الساعة 18:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/30 الساعة 18:19 بتوقيت غرينتش
منشأة نطنز النووية في إيران/ الأناضول

اعترف الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، بأنّ البرنامج النووي لبلاده يتجه نحو صنع قنبلة، رغم سنواتٍ من الإنكار على المستوى الرسمي، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

حيث أقر "عباسي"، في مقابلةٍ أجراها مؤخراً مع إحدى وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، بوجود "منظومة" ذات قدرات عسكرية.

هذه المقابلة جاءت في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة، نائب وزير الدفاع آنذاك، على يد جهاز الموساد الإسرائيلي.

إذ اتّهمت إسرائيل فخري زادة بأنّه العقل المدبر لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني. وقالت إنّه "أشرف على مجموعةٍ من الأنشطة ومنشآت تخصيب اليورانيوم التي يُمكن القول إنّها لأغراض مدنية إذا نظرنا إلى كل نشاطٍ على حدة، ولكن إذا أضفنا إليها برنامج الصواريخ المنفصل؛ سنجد أنّ لدينا البنية التحتية اللازمة لصنع الأسلحة النووية".

اغتيال فخري زادة

في حين كاد المسؤول الإيراني السابق أن يعترف بصحة الرواية الإسرائيلية لأهمية فخري زادة في "المنظومة" النووية الإيرانية، مما يبرر بالتالي قرار إسرائيل باغتياله، بحسب الصحيفة البريطانية.

فقد قال "عباسي": "صارت المسألة خطيرة بالنسبة لهم حين بدأ نمو البلاد الشامل يطول قطاعات الأقمار الصناعية، والصواريخ، والأسلحة النووية لنجتاز الحدود نحو معارف جديدة".

المتحدث ذاته لفت إلى أن فخري زادة ساهم في إعداد ما وصفها بخارطة طريق أولية لتطوير الصناعة النووية الإيرانية، وإنتاج الوقود النووي بنسبة 20%.

"محور المقاومة"

بينما استدرك "عباسي" قائلاً: "رغم وضوح موقفنا من الأسلحة النووية بناءً على فتوى المرشد الأعلى الواضحة بأنّها حرام، لكن فخري زادة حين صمم هذه المنظومة لم يكن غرضه هو الدفاع عن أراضينا فقط. إذ تدعم بلادنا محور المقاومة (ضد إسرائيل)، وحين تدخل هذا المجال؛ سيشعر الصهاينة بالحساسية".

يذكر أن المسؤولين الإيرانيين يطلقون عبارة "محور المقاومة" على فصائل المقاومة الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، ودول مثل سوريا وفنزويلا، والقوات الموالية لطهران في كل من اليمن والعراق.

تصادف عرض هذه المقابلة المثيرة للجدل مع استئناف محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، في أول مفاوضات مباشرة حول القضية منذ انتخاب الرئيس الجديد في إيران، إبراهيم رئيسي.

يشار إلى أنه في27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلنت إيران اغتيال فخري زادة، المعروف بـ"عراب الاتفاق النووي" عن 63 عاماً، إثر استهداف سيارة كانت تقله قرب العاصمة طهران.

عقب الحادث مباشرة، اتهم الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، إسرائيل بتدبير اغتيال العالم. وتوعدت طهران بالرد.

كانت إيران قد بدأت تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الضوابط التي وضعها اتفاق عام 2015 رداً على إعادة فرض ترامب للعقوبات، كما سرّعت العملية منذ وصول بايدن إلى السلطة.

فبحلول عام 2015، كانت إيران تُخصب اليورانيوم بنسبة 20%، وهو معدلٌ مناسب للاستخدام المدني في معامل الأبحاث. ومع ذلك، فقد وصلت نسبة التخصيب العام الجاري إلى 60%، وهو معدلٌ يقربها بشدة من نسبة الـ90% الضرورية لإنتاج الرؤوس الحربية النووية، كما أنّ هذه المعدلات ليس لها استخدامٌ نووي.

تحميل المزيد