أنجيلا ميركل تثير حيرة الألمان قبل حفل توديعها.. اختارت أغنية مثيرة للجدل بسبب كلماتها

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/30 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/30 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل - رويترز

تسبب اختيار أنجيلا ميركل لأغنية ستعزف في حفل وداعها العسكري الذي سينظم في وزارة الدفاع الألمانية، يوم الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول 2021، في حيرة، ودفعهم للتساؤل إن كانوا يعرفون فعلاً مستشارتهم التي حكمتهم طيلة 16 عاماً.

وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن أنجيلا ميركل اختارت أغنية من موسيقى الروك البانك للمغنية نينا هاغن، لتُعزَف في حفل وداعها العسكري، ومن المتوقع أن يؤدي خليفتها، أولاف شولتز، اليمين الدستورية مستشاراً لألمانيا في الأسبوع المقبل.

أغاني أنجيلا ميركل بحفل وداعها

سيشهد حفل التكريم العسكري "Großer Zapfenstreich" عددٌ أقل من المعتاد بسبب القيود المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، إذ سيحضر 200 ضيف فقط.

على غرار أسلافها سُمِح لميركل بطلب ثلاث أغانٍ تؤديها فرقة موسيقية أثناء العرض العسكري.

لكن في حين كان طلب جيرهارد شرودر وهيلموت كول تقليدياً باختيار عرض موسيقي فخم لهذه المناسبة -أغنية My Way لفرانك سيناترا ومعزوفة Ode to Joy لبيتهوفن، من بين آخرين- تلمح بعض اختيارات ميركل إلى خلفية مجهولة.

وقع اختيار أنجيلا ميركل الأول على أغنية "Großer Gott wir loben Dich" -التي تعني الإله المقدس، ننشد باسمك- وهي ترنيمة مسيحية شهيرة من القرن الثامن عشر، في إشارة إلى تربيتها الدينية؛ إذ كانت ابنة قس بروتستانتي، والهوية الدينية لحزبها "الاتحاد الديمقراطي المسيحي".

كان خيارها الثاني أغنية Für mich soll's rote Rosen regnen -بمعنى يجب أن تمطر السماء وروداً حمراء لي- للمغنية هيلدغارد كنيف. وهي أغنية حزينة عن طموح المراهقين وغطرستهم، وتوحي بالفعل بلمعة ساخرة، وتقول كلمات الأغاني: "كان من المفترض أن أتوافق وأتأقلم.. أوه، لا يمكنني التوافق، لا يمكنني التأقلم، أريد دائماً الفوز أيضاً".

اختيار أثار الجدل بين الألمان

لكن الاختيار الذي جعل المُعلّقين يبحثون عن معانٍ وراء الكلام ورسائل مخفية هي الأغنية Du hast den Farbfilm vergessen -بمعنى لقد نسيت الفيلم الملون- لنينا هاغن.

سُجِّلَت الأغنية لأول مرة في عام 1974، وحققت نجاحاً كبيراً على قوائم موسيقى البوب ​​في ألمانيا الشرقية، قبل أن تهاجر هاغن إلى الجانب الآخر من الجدار الحديدي.

لكن حتى احتضان هويتها الألمانية الشرقية يمثل خطوة غير معهودة لميركل التي عرفتها بلادها خلال معظم سنواتها الـ16 في السلطة، التي نادراً ما كانت تبرز تربيتها الشرقية.

الأغنية، التي كتب كلماتها كورت ديملر، هي رثاء غاضب يوجه اللوم إلى مايكل صديق هاغن، لأنه لم يأخذ سوى فيلم أبيض وأسود في إجازتهما على جزيرة هيدينسي. ونتيجة لذلك تقول الأغنية: "لن يصدق أحد كم كانت الجزيرة جميلة".

على الرغم من أنَّ الأغنية لم تخضع للرقابة من قبل الدولة، لكن فهم المعجبون في ذلك الوقت أنها حملت نقداً خفياً للجمهورية الاشتراكية وأيامها الرمادية والباهتة، حيث كانت الأفلام الملونة سلعة نادرة.

تكهّن بعض المعلقين بأنَّ المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، قد رأت معنى أكثر حداثة في أغنية هاغن؛ إذ ربما يلمح تعبير الإحباط من إهمال الرجال لأداء عملهم على النحو الملائم في الأغنية إلى ملاحظة أخيرة من ميركل إلى زملائها الذكور.

تحميل المزيد