وقّعت إسرائيل وبريطانيا، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي، تفتح الطريق لاتفاقية "تجارة حرة"، بين البلدين، وذلك في أعقاب تصنيف المملكة المتحدة لحركة حماس الفلسطينية بجناحيها السياسي والعسكري "منظمة إرهابية".
حيث قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في تصريح مكتوب، إن وزير الخارجية يائير لابيد، ونظيرته البريطانية إليزابيث تروس، وقعتا المذكرة في مقر وزارة الخارجية البريطانية، في لندن.
كان لابيد قد وصل إلى العاصمة البريطانية الأحد، في مستهل جولة تقوده لاحقاً إلى العاصمة الفرنسية باريس، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
فيما قال لابيد: "وقّعتُ مع وزيرة الخارجية البريطانية إليزابيث تروس مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي بين بلدينا"، مضيفاً: "هذا ليس فقط اتفاقاً بين الأصدقاء المقربين، ولكن بين قوتين تكنولوجيتين عظيمتين".
"اتفاقية تجارة حرة"
لابيد أضاف: "ستؤدي مذكرة التفاهم هذه إلى اتفاقية تجارة حرة، بين المملكة المتحدة وإسرائيل"، منوهاً إلى أن مذكرة التفاهم "ستعزز الروابط الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية والثقافية بيننا".
كما أشار إلى أن "هذه الاتفاقية ليست مجرد فوز للطرفين، ولكنها ضرورية".
وفق صحيفة تليغراف البريطانية، ستكون مدة الاتفاق الإسرائيلي والبريطاني عشر سنوات، من أجل العمل عن كثب في مجالات مثل الأمن الإلكتروني والتكنولوجيا والتجارة والدفاع.
"النووي الإيراني"
من جهة ثانية، ذكر لابيد بحضور نظيرته البريطانية: "أعلم أننا ملتزمون بنفس الهدف، لن يُسمح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي"، متابعاً: "يأتي الإيرانيون إلى هذه المحادثات لسبب واحد فقط، وهو رفع العقوبات".
في حين أردف وزير الخارجية الإسرائيلي أن الإيرانيين "سوف يلعبون بالوقت، ويكسبون المليارات من رفع العقوبات، ويواصلون خداع العالم، ويدفعون سراً برنامجهم النووي، هذا ما فعلوه في الماضي، وهذا ما سيفعلونه هذه المرة أيضاً".
كذلك طالب الوزير الإسرائيلي العالم بأن يمنع ما يجري مع إيران، و"يمكنه منع ذلك؛ من خلال تشديد العقوبات؛ وتشديد الرقابة؛ وإجراء أي محادثات من موقع القوة".
في السياق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ونظيرها الإسرائيلي، في مقال مشترك بصحيفة تليغراف يوم الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إن بريطانيا وإسرائيل "ستعملان ليلاً ونهاراً" للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية، مضيفين: "الوقت يمر، مما يزيد من ضرورة التعاون الوثيق مع شركائنا وأصدقائنا لإحباط طموحات طهران".
أيضاً نوّه الوزيران في المقال، إلى أن إسرائيل ستصبح رسمياً شريك بريطانيا الإلكتروني "من الدرجة الأولى" في محاولة لتعزيز دفاعاتها الإلكترونية، حيث تواجه الدول في جميع أنحاء العالم تهديدات متزايدة.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قد صرّح مؤخراً بأن "إسرائيل قلقة للغاية من الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق مليارات (الدولارات) على إيران مقابل قيود غير مرضية على الصعيد النووي".
تأتي زيارة لابيد إلى كل من لندن وباريس، عشية استئناف المفاوضات الدولية، حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا، وذلك في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي.
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت مراراً معارضتها الشديدة لعودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي مع إيران لعام 2015.
حظر حماس
جدير بالذكر أن تلك التطورات الجارية بين تل أبيب ولندن تأتي بعد أيام من مصادقة البرلمان البريطاني على قرار وزارة الداخلية بتصنيف حركة حماس بجناحيها السياسي والعسكري "منظمة إرهابية".
في المقابل، قالت حركة "حماس"، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنها ستتصدى، قانونياً، لقرار اعتبارها "إرهابية"، وفق ما أعلن عنه عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، خلال ندوة إلكترونية نظمها مركز دراسات اللاجئين الفلسطينيين.
إذ كشف أبو مرزوق أن حركته سترفع قضية عبر محامين ضد القرار البريطاني، مضيفاً: "نعمل مع عدد من الهيئات والتشكيلات لنُبقي خط مواجهة القرار البريطاني فاعلاً". وأكد أن حركته تسعى مع محامين بريطانيين حتى ترسم استراتيجيتها ضد القرار لإلغائه.