أفاد ناشطون مغربيون، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بمنع السلطات وقفة احتجاجية كان من المزمع تنظيمها بالعاصمة الرباط، "ضد تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، وتزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
كانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) وهيئات أخرى قد دعت إلى الوقفة، بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق تاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني، كل عام.
فقد منعت قوات الأمن نشطاء من التجمع وسط الرباط، مساء الأحد، وفضوا الاعتصام الذي حضره عدد منهم، بحسب ناشطين.
من جهته، قال عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد الوطني لمناهضة التطبيع (غير حكومي): "فوجئنا بمنع قوات الأمن للوقفة دون تقديم أي مبرر".
هناوي أضاف أن "هذا المنع يسيء لتاريخ المغرب المدافع عن فلسطين والقدس، خاصة أنه يتزامن مع يوم التضامن العالمي مع الفلسطينيين".
بينما لم يصدر على الفور تعليق رسمي من سلطات البلاد بشأن الموضوع.
زيارة مثيرة للجدل
فيما جاءت الدعوة للوقفة في أعقاب زيارة أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب، الثلاثاء، استمرت يومين، هي الأولى من نوعها، إذ لم يسبق لأحد من أسلافه في هذا المنصب، أن زاروا الرباط.
خلال تلك الزيارة، جرى الإعلان عن توقيع اتفاقيتين بين البلدين في مجالات عسكرية، وسط انتقادات واسعة للزيارة من جهات عدة بالبلاد، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم كذلك خلال الزيارة إبرام صفقة تبيع بموجبها إسرائيل مسيرات وأسلحة للمغرب.
"طعنة في ظهر القدس"
في وقت سابق من يوم الأحد، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إن الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي وقعها المغرب مع إسرائيل "طعنة في ظهر القدس"، مؤكدة أن تلك الاتفاقيات "تفتح شهية الاحتلال على المزيد من التهويد للمدينة المقدسة ومحيطها".
في حين خاطبت "فتح"، في بيان، الملك المغربي محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس، قائلة، إن اللجنة "مؤسسة عربية إسلامية، انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975، يترأسها جلالته شخصياً، مهمتها حماية القدس الشريف، من خلال التصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي للقدس".
تابعت الحركة أن "الاحتلال يقتحم الأقصى يومياً لتغيير هذا الطابع، فماذا أنتم فاعلون إزاء ذلك؟"، مشدّدة على أن توقيع تلك الاتفاقيات يعد "نسفاً لمبادرة السلام العربية (2002)"، التي دعت إلى التطبيع مع إسرائيل بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
تطبيع بوساطة أمريكية
يشار إلى أنه في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي توقفت عام 2000، وذلك بوساطة أمريكية.
كان المغرب وإسرائيل قد اتفقا نهاية العام الماضي، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات، وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية، وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
منذ ذلك الحين، تم افتتاح سفارة لإسرائيل بالمغرب خلال زيارة قام بها وزير الخارجية يائير لابيد إلى الرباط في أغسطس/آب الماضي.
كما أُعيد افتتاح مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب وتدشين خط طيران مباشر بين البلدين.
بذلك أصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل، خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.
يشار إلى أن المغرب ظل لقرون وطناً لواحدة من أكبر وأغنى الجاليات اليهودية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى أن قامت إسرائيل عام 1948. ويقدر عدد اليهود الذين غادروا المغرب من عام 1948 إلى عام 1964 بربع مليون.
أما اليوم فهناك نحو 3000 يهودي في المغرب، لكن يقول مئات الآلاف من الإسرائيليين إن أجدادهم مغاربة، حسب قولهم.