يشارك الأمير تشارلز في حفل تحول مستعمرة تابعة للمملكة المتحدة إلى جمهورية، وذلك بعد أن قطعت جزيرة بربادوس علاقتها بالنظام الملكي هذا الأسبوع، لتصبح أحدث جمهوريات العالم، بعد قرون من خضوعها للحكم البريطاني.
ففي خطوة غير مسبوقة، حسب صحيفة The Times البريطانية، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، سيكون الأمير تشارلز (73 عاماً) أول فرد في العائلة المالكة يشارك في تحول مملكة إلى جمهورية، خلال زيارة تستغرق يومين للجزيرة.
وستؤدي السيدة ساندرا ماسون، الحاكم العام، اليمين الدستورية لمنصب الرئيس، لتحل محل الملكة رئيسة للبلاد، في الذكرى الـ55 لاستقلال البلاد، الثلاثاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
من جانبه، قال قصر باكنغهام إن الملكة (95 عاماً) "تحترم" هذا القرار، ولكنها تشعر بالحزن.
تشارلز يودّع منصبه
تشارلز، الذي يسافر إلى باربادوس بدعوة من ميا موتلي، رئيسة الوزراء، سيتلقّى التحية الملكية مساء الإثنين بصفته أميراً لبربادوس لآخر مرة، قبل أن يلقي خطاباً يؤكد من جديد صداقته مع الجزيرة، ويشيد بـ"المساهمة الثمينة" للمغتربين البربادوس في المملكة المتحدة.
ويتحدث تشارلز باعتزاز عن الفترة التي قضاها في منطقة البحر الكاريبي أثناء عمله ضابطاً في البحرية في السبعينيات، وقد زاد من زياراته إلى المنطقة في ظل اكتساب الحركات الجمهورية قوة.
فيما قال مصدر مقرب من الأمير "إنه متفائل بهذا القرار، ولا يرى فيه رفضاً شخصياً له، ولكن ربما يشعر بالقليل من الأسف، وبأن الروابط قد ضعفت. وبصفته الرئيس المقبل للكومنولث، فإن الأمير مصمم على ضرورة تجاوز العواطف".
من جانبه، قال سكوت فورسدون وود، المفوض السامي البريطاني في بربادوس وشرق الكاريبي "إنها فرصة للتطلع إلى الأمام والتفكير من جديد في نوع العلاقة التي نريدها مع باربادوس. وهذا ينطبق على منطقة الكاريبي بأكملها".
يقول البروفيسور فيليب مورفي، مدير معهد دراسات الكومنولث في جامعة لندن: "في الماضي، فضّل وايتهول والقصر إبعاد أفراد العائلة المالكة عن تسليم الممالك، لأنهم كانوا يرون في ذلك نوعاً من الرفض للملكة".
أضاف: "لكن ذهاب تشارلز إلى هناك خطوة مثيرة للاهتمام، حيث ستظل بربادوس في الكومنولث جمهورية، وهي طريقة لتعزيز مكانة تشارلز رئيساً مقبلاً للكومنولث والدور المحوري المستمر للعائلة المالكة. ولا ترغب العائلة المالكة ولا الحكومة أبداً في الدفاع عن نظام الممالك، وما يهمهم هو الكومنولث، وهذا ما يؤكد عليه حضور تشارلز".
وتنضم بربادوس بذلك إلى ثلاث جمهوريات أخرى في منطقة الكاريبي: غيانا التي تحولت عام 1970، وترينيداد وتوباغو عام 1976، وأصبحت دومينيكا جمهورية بعد إعلانها الاستقلال عن بريطانيا العظمى عام 1978. وكانت موريشيوس آخر مملكة تحولت إلى جمهورية عام 1992، واعتباراً من الثلاثاء، يتبقى 15 مملكة.