تبون يضع شرطاً لإعادة العلاقات لطبيعتها بين الجزائر وباريس: بلدنا أكبر من أن يكون تحت جناح فرنسا

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/27 الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/27 الساعة 06:05 بتوقيت غرينتش
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون - رويترز

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021،  إنّ العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة "يجب أن تعود إلى طبيعتها"، لكن شرط التعامل على أساس "الند للند" بين البلدين، وذلك بعد توتر شاب علاقات الدولتين، أشعلته تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تصريحات تبون جاءت في حوار مع الصحف المحلية بثه التلفزيون الحكومي، وقال تبون في رده على سؤال: "هل هناك جهود لإعادة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى وضعها الطبيعي؟": "نعم لازم (يجب) العلاقات ترجع لوضعها الطبيعي".

أضاف تبون: "بشرط أنّ الآخر يفهم أنّ الندّ للندّ ليس استفزازاً له. هي صيانة سيادة وطن استشهد من أجله، مثلما سبق أن قلت خمسة ملايين و630 ألف شهيد من 1830 إلى 1962″، أي من بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر حتى استقلالها.

لفت الرئيس الجزائري إلى أن "الأمور لن تأتي بالساهل وأنا لا أحتاجك"، في إشارة إلى أن الجزائر لا تحتاج فرنسا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. 

تبون أكد أيضاً أن الجزائر "أكبر من أن تكون تحت حماية أو جناح" فرنسا، مبدياً في الوقت نفسه استعداده للتعامل التجاري والحفاظ على مصالح الطرفين، وقال: "نحن متّفقون أن نتعامل معاً من أجل عدم عرقلة مصالح كل طرف، ولكن لن نقبل أن يُفرض علينا أي شيء".

كان الرئيس الفرنسي ماكرون قد أثار غضب الجزائر، بعد تصريحات نقلتها صحيفة "لوموند"، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متهماً ما سمّاه النظام "السياسي-العسكري" الجزائري بتكريس "ريع للذاكرة"، من خلال تقديمه لشعبه "تاريخاً رسمياً لا يسند إلى حقائق". 

بحسب الصحيفة قال ماكرون أيضاً إن "بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق المشاهدة، هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال (…)".

لكن الرئاسة الفرنسية نقلت عن ماكرون أسفه "للخلافات وسوء الفهم" مع الجزائر، مؤكداً أنه يكنّ "أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية" و"تاريخها"، وهو ما رحبت به الجزائر وأرسلت وزير خارجيتها إلى باريس للمشاركة في مؤتمر دولي حول ليبيا.

كانت الجزائر قد استدعت، في 3  أكتوبر/تشرين الأول 2021، سفيرها لدى فرنسا، احتجاجاً على تصريحات ماكرون، وحظرت تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة في منطقة الساحل في أجوائها.

كذلك أكد تبون في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنه لن يقوم بـ"الخطوة الأولى" لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا، وقال إن الرئيس الفرنسي "مسّ بكرامة الجزائريين". 

من جانب ثانٍ، بخصوص تطور العلاقات المقطوعة منذ أغسطس/آب 2021 مع المغرب، اعتبر تبون أنّ من "الخزي والعار" أن "يأتي وزير من الكيان إلى بلد عربي ليهدّد بلداً عربياً آخر".

لم يُفهم من تصريح الرئيس الجزائري إن كان يقصد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، في أغسطس/آب 2021، أم زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، للمغرب، حيث وقّع البلدان اتفاقاً للتعاون الأمني.

يُذكر أن الجزائر قررت الشهر الماضي غلق المجال الجوّي الجزائري أمام كل الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، رداً على ما قالت إنها "ممارسات عدائية من الجانب المغربي"، وفق تعبير بيان للرئاسة الجزائرية.

بالمقابل، أعلن المغرب رفضه القاطع للمبررات "الزائفة والعبثية" التي بنت عليها الجزائر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.

تحميل المزيد