إجراء قانوني غامض يثير الجدل في بريطانيا.. استغله أفراد العائلة الملكية لإخفاء وصايا أقاربهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/26 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/26 الساعة 11:52 بتوقيت غرينتش
العائلة الملكية البريطانية/ أرشيف

بات بإمكان البريطانيين الاطلاع على وصايا أفراد العائلة الملكية البريطانية بعد أن كان يتم الإبقاء عليها سراً؛ بالاعتماد على إجراء قانوني غامض، لكن ذلك تغير مع قرار قاضٍ بريطاني أمر بنشر قائمة تضم أسماء أفراد العائلة الملكية الذين تم الاحتفاظ بوصاياهم المختومة داخل خزانةٍ مُغلقة.

صحيفة The Guardian البريطانية قالت في تقرير لها الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن وثائق المحكمة كشفت أنّ الوصايا التي تسرد أصول الأقارب البعيدين في العائلة الملكية البريطانية قد تم الإبقاء على سريتها من خلال إجراءٍ قانوني غامض.

إذ نجح آل ويندسور على مدار القرن الماضي في إعفاء أنفسهم من القانون الذي يُلزم بنشر وصايا المواطنين البريطانيين علناً؛ حيث لم يُعلن رسمياً عن هويات أكثر من 30 فرداً من العائلة الملكية، الذين تم إخفاء وصاياهم.

وصايا أفراد العائلة الملكية البريطانية

لكن ذلك الوضع تغيّر يوم الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني، حين أمر قاضٍ كبير بنشر قائمة تضم أسماء أفراد العائلة الملكية البريطانية الذين تم الاحتفاظ بوصاياهم المختومة داخل خزانةٍ مُغلقة. لكن محتويات تلك الوصايا لا تزال طي الكتمان حتى الآن.

ضمت القائمة الأصلية التي نشرتها المحكمة اسم ليوبولد دي روتشيلد، الصديق المقرب للملك إدوارد الثامن، مما يُشير إلى أنّ وصيته قد أُخفِيَت عام 1917. ولم يتضح كيف تمكّن المصرفي البريطاني من فعل ذلك، بالنظر إلى أنّ الإعفاء من نشر الوصايا ينطبق فقط على كبار أفراد العائلة الملكية البريطانية.

بعد ساعات من نشر القائمة الأصلية يوم الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت المحكمة قائمةً جديدة لا تضُم اسم ليوبولد دي روتشيلد. وقال متحدثٌ باسم المحكمة إنّ إدراج اسم روتشيلد على القائمة الأصلية حدث "بطريق الخطأ"، لأنّه لم يكُن فرداً في العائلة الملكية.

أسماء ظلت سرية لأكثر من قرن

كشفت القائمة المنشورة رسمياً لأول مرة إلى أي مدى تم استخدام هذا الإجراء القانوني السري لإخفاء وصايا حتى أصغر أفراد العائلة الملكية البريطانية- بدون إعلام الجمهور.

كما ضمّت القائمة اسماً آخر هو الأمير جورج فالديمار كارل أكسل، الذي تُوفي عام 1986. إذ كان الأمير من أبناء العائلة الملكية الدنماركية، وكل علاقته بآل ويندسور كانت كونه ابن عمٍ ثانٍ للأمير الراحل فيليب، دوق إدنبره.

حيث وُلِد الأمير جورج ومات في الدنمارك، ولم يتضح سبب تقديم طلب لإخفاء وصيته في لندن.

كذلك شملت القائمة اسم دوق ويندسور، الذي كان يحمل اسم الملك إدوارد الثامن حتى تنازله عن العرش عام 1936، إلى جانب أفراد آخرين غير معروفين من آل ويندسور ومنهم:  أحفاد الملكة فيكتوريا ومختلف أبناء الملك جورج الخامس والملكة ماري.

قانون مثير للجدل

في حين قال ديفيد ماكلور، خبير الشؤون المالية الملكية، إنّ محتويات القائمة تُظهر كيف كان إجراء إخفاء الوصايا- المُخصص لكبار أفراد العائلة الملكية البريطانية– يُستخدم على نطاقٍ واسع في الواقع.

أردف: "إذا كنت من أبناء أي عائلة ملكية أوروبية، فسوف يتسنّى لك إن كنت ثرياً بما يكفي أنّ تطلب الإبقاء على سرية وصيتك. مما يُمثّل سخريةً من العملية برمتها، والتي يُفترض أن تكون مخصصةً لكبار أفراد العائلة الملكية فقط".

بينما اقترح نورمان بيكر، السياسي الديمقراطي الليبرالي، أنّ بعض الوصايا قد أُبقِيَ على سريتها من أجل التستُّر على "حجم الثروات التي جمعوها من المال العام". لكن المتحدث باسم قصر باكنغهام قال إنّ العائلة الملكية لا ترغب في التعليق.

فطيلة عقود، تقدّم محامو العائلة الملكية البريطانية بطلبات قانونية إلى المحكمة العليا من أجل الإبقاء على سرية الوصايا بعد موت أحد أفراد العائلة، وكانت طلباتهم تُقبل دائماً. لكن استخدام هذا الإجراء أثار الانتقادات، لأنّه يمنح العائلة الملكية حقاً لا يتمتّع به غيرهم من المواطنين البريطانيين.

سرية وصية الأمير فيليب

كانت آخر وصية قد تم الإبقاء على سريتها وصية الأمير فيليب، الذي مات العام الجاري. وخلال جلسة استماع سرية في يوليو/تموز، وافق رئيس قضايا الأسرة بالمحكمة العليا السير أندرو ماكفارلان على طلب محامي الملكة والنائب العام لإبقاء وصية الأمير سرية لمدة 90 عاماً على الأقل.

قال ماكفارلان إنّ أبناء العائلة الملكية البريطانية البارزين يجب إعفاؤهم من القانون الذي يُلزم بإعلان الوصايا. وهو إعفاءٌ "ضروري من أجل تعزيز الحماية المكفولة للحياة الشخصية لهذه المجموعة الفريدة من الأشخاص، ولتأمين كرامة ومكانة الدور العام للملكة وأفراد عائلتها المقربين".

نشر حكمه في سبتمبر/أيلول- وهي أول مرة يُنشر فيها قرار محكمة بإخفاء وصية فردٍ في العائلة الملكية؛ حيث نصّ قرار ماكفارلان على تأسيس "مستوى جديد من الشفافية"، مضيفاً أنّ قائمة الوصايا التي أُبقِيَ على سريتها يجب أن تُنشر- وهو التوجيه الذي تحقّق يوم الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

تحميل المزيد