قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن مسؤولاً حكومياً سودانياً، تعرَّض للاعتقال بعد انقلاب عبد الفتاح البرهان، كشف أنه ظل في عزلة لمدة شهر تقريباً بعد القاء القبض عليه.
صرَّح فيصل صالح، مستشار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لوكالة The Associated Press، بأنَّ قوات الأمن أخذته معصوب العينين من منزله في الساعات الأولى من يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
توقعات بحدوث انقلاب عسكري
أضاف صالح، الذي شغل منصب وزير الإعلام أيضاً من عام 2019 حتى أوائل عام 2021: "كنا نتوقع حدوث انقلاب عسكري. لكن لم نكن نعرف كيف أو متى".
"صالح" واحد من عشرات المسؤولين الحكوميين الذين اعتُقِلوا منذ ترؤُّس القائد الأعلى للبلاد، عبد الفتاح البرهان، انقلاباً ضد الحكومة المدنية المؤقتة في البلاد. وانقلب على خطط البلاد للانتقال إلى الديمقراطية، بعد أكثر من عامين من انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس عمر البشير.
أُفرِج عن صالح في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، بعد 29 يوماً من الاعتقال، وشرع على الفور في الاطلاع على أحداث شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021.
من غير الواضح حتى الآن عدد الأشخاص الذين مازالوا رهن الاحتجاز، لكن في الأيام الأخيرة ذكرت منشورات ناشطين أنَّ العديد من شخصيات المعارضة البارزة أُطلِق سراحهم.
اعتقال عشرات المسؤولين
قدَّر محامٍ حقوقي يمثل العديد من المحتجزين، في وقت سابق من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنَّ ما لا يقل عن 100 من أعضاء الحكومة اعتُقِلوا في الساعات الأولى من الانقلاب. وُضِع رئيس وزراء البلاد، حمدوك، قيد الإقامة الجبرية لأسابيع قبل إعادته إلى منصبه منذ بضعة أيام.
قدَّر النشطاء اختفاء مئات المتظاهرين والنشطاء في سجون لم يُكشَف عنها. و"صالح" نفسه غير متأكد من المعتقلين، لكنه لايزال قلقاً على سلامتهم.
نُقِل العديد من منازلهم في صباح يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، واحتُجزوا منذ ذلك الحين بأماكن غير معلنة، دون القدرة على الاتصال بأسرهم أو محاميهم. وقطع كذلك القادة العسكريون اتصالات الهاتف المحمول والإنترنت في جميع أنحاء البلاد.
قال صالح إنه بعد اعتقاله نُقِل إلى غرفة مغلقة من الخارج بها سرير وخزانة ومرحاض. وكان يُعطَى وجبتان في اليوم، وقيل له إنه يمكنه الاتصال بطبيب إذا لزم الأمر. واستنتج ببطءٍ أنه محتجز في منشأة عسكرية بالخرطوم، عاصمة البلاد.
لكنَّ خاطفيه أوضحوا شيئاً واحداً: لم يُسمَح له بالاتصال إلا بالحراس الذين أحضروا طعامه. واشتبه في وجود زملائه بالمبنى نفسه، لكن لم تكن لديه أية وسيلة لمعرفة ذلك. كما أنه لم يسمع عن أعمال العنف التي أعقبت الانقلاب.
احتجاجات ضخمة في الشارع
منذ الانقلاب، تدفق المحتجون إلى الشوارع في أكبر مظاهرات منذ تلك التي أنهت حكم البشير الذي دام ثلاثة عقود في 2019، وقتلت قوات الأمن أكثر من 40 متظاهراً منذ الانقلاب، بحسب مجموعات الأطباء.
يحاول "صالح" التعرف على مشهد سياسي جديد ومخيف. وأعرب عن أمله في أن يتمكن قريباً من الجلوس مع رئيسه السابق. ويطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين سواء كانوا سياسيين أو محتجين. وقال: "عندها فقط يمكننا النظر في الخطوات التالية".
توصل الجيش إلى اتفاق مع حمدوك، يوم الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يعيده رئيساً لمجلس وزراء حكومة تكنوقراط جديدة قبل الانتخابات النهائية. لكن الاتفاق أدى إلى انشقاق الحركة المؤيدة للديمقراطية في السودان، إذ يتهم كثيرون حمدوك بالسماح لنفسه باستغلاله غطاءً لاستمرار الحكم العسكري.
تأتي تصريحات صالح في الوقت الذي تخرج فيه البلاد ببطء من أسابيع من الوصول المحدود للهاتف المحمول والإنترنت.
حيث قالت مجموعة NetBlocks المدافعة عن حرية الإنترنت، الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنَّ الشبكات الاجتماعية ومنصات الرسائل تعمل الآن بالكامل في البلاد لأول مرة منذ الانقلاب.