اتهم تجمُّع المهنيين السودانيين، الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، القوات الأمنية باستخدام القوة المفرطة، وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع في تظاهرات انطلقت بالبلاد، اليوم، ما أدى إلى سقوط مصابين.
في وقت سابق من الخميس، فرَّقت قوات الأمن السودانية تظاهرات في مدينتي "أم درمان وبحري" بالعاصمة الخرطوم، ومدينة "الأبيض" بولاية شمال كردفان (جنوب)، و"نيالا" بولاية جنوب دارفور (غرب)، خرجت للمطالبة بحكم مدني ورفضاً للاتفاق الموقع بين رئيسي مجلسي السيادة عبد الفتاح البرهان، والوزراء عبد الله حمدوك، بحسب مراسل الأناضول وإعلام محلي.
انتزاع السلطة للقوى الثورية
قال تجمُّع المهنيين (قائد الحراك الاحتجاجي بالبلاد)، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "مواكب (تظاهرات) الخميس أكدت ألا سبيل سوى انتزاع السلطة للقوى الثورية وتأسيس الحكم الوطني المدني الانتقالي الكامل".
أضاف: "هاجمت قوات المجلس العسكري الانقلابي وميليشياته المواكب السلمية اليوم، واستخدمت القوة المفرطة وأطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع؛ ما أدى إلى سقوط إصابات بالغة يجري حصرها (دون ذكر عدد)".
أشار البيان إلى أن "الجهود تتضافر وتتكامل لبناء جبهة التحالف الثوري (..) سلاحها المقاومة السلمية حتى الوصول للإضراب السياسي العام والعصيان الشامل". ولم يصدر أي تعليق من السلطات السودانية على ما ذكره "التجمع" حتى الساعة (18:30 ت.غ).
يشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، احتجاجات رفضاً لإجراءات اتخذها الجيش، تضمنت إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".
اتفاق سياسي سوداني
جدير بالذكر أنه في يوم الأحد الماضي، وقَّع حمدوك والبرهان اتفاقاً سياسياً يتضمن 14 بنداً، أبرزها عودة الأول إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية).
رغم توقيع الاتفاق السياسي الأخير، فإن قوى سياسية ومدنية عبَّرت عن رفضها له باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.
في المقابل ذكرت "لجان المقاومة" بولاية شمال كردفان (وسط)، في بيان مقتضب، اطلعت عليه الأناضول، أن "شرطة المجلس الانقلابي تتعرض لمواكب مدينة الأبيض بالعنف المفرط، وإصابات وحالات اختناق بالغاز داخل صفوف الثوار". وأضاف البيان: "نقوم حالياً برصد كل الحالات وحجم العنف".
كما أبلغ شهود عيان، الأناضول، إطلاق القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بمدينة نيالا؛ ما أدى إلى وقوع إصابات. وأضاف الشهود أن "شوارع المدينة شهدت حالات كرٍّ وفرٍّ بين قوات الشرطة والمتظاهرين السلميين".
دعوات للإفراج عن المعتقلين
من جانبه دعا السفير البريطاني في الخرطوم جايلز ليفر، الخميس، إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في السودان "دون تأخير"، وفقاً للاتفاق السياسي الأخير.
جاء ذلك في بيان مقتضب نشرته السفارة البريطانية عبر فيسبوك، عقب لقاء ليفر مع رئيس حزب "المؤتمر السوداني" عمر الدقير، والقيادي بحزب "الأمة القومي" صدّيق المهدي، إثر إطلاق سراحهما.
قال السفير البريطاني: "سعدت بلقاء صدّيق المهدي وعمر الدقير، بعد إطلاق سراحهما من الاعتقال التعسفي (مساء الأحد)". وأضاف: "من الضروري أن يتم إطلاق سراح جميع السياسيين الذين مازالوا رهن الاعتقال دون تأخير وفقاً لاتفاقية 21 نوفمبر (تشرين الثاني الجاري)؛ وذلك من أجل إعادة بناء الثقة، وإعادة الانتقال الديمقراطي إلى مساره الصحيح".