دعا زعيم التيار الصدري السياسي الشيعي مقتدى الصدر، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، القوى الخاسرة في الانتخابات البرلمانية المبكرة الأخيرة، إلى "الإذعان" لنتائجها والابتعاد عن "المهاترات" السياسية والعنف وزعزعة الأمن.
جاء حديث الصدر في بيان تعقيباً على إحاطة رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في العراق.
حيث قال الصدر إن "تصريحات أممية جديدة فيما يخص الانتخابات العراقية تبعث الأمل، وتوصيات أممية جيدة ننصح باتباعها، وهي فرصة جديدة لرافضي نتائج الانتخابات بمراجعة أنفسهم والإذعان للنتائج لا لأجل منافع سياسية فحسب، بل من أجل الشعب الذي يتطلع إلى حكومة أغلبية وطنية تفيء على العراق والعراقيين بالأمن والسيادة والاستقرار والإعمار والخدمات".
الصدر أضاف: "على المحكمة الاتحادية (المعنية بالمصادقة على النتائج) العمل بجد وحيادية والتعامل مع الطعون بمهنية ولا ترضخ للضغوط السياسية"، مؤكداً أن "الشعب يتطلع إلى ذلك بفارغ الصبر ليصل إلى بر الأمان والعيش الرغيد".
"محاولة تغيير نتائج الانتخابات"
في حين اتهم أطرافاً لم يسمها بمحاولة تغيير نتائج الانتخابات حتى يمكنهم "مجاراة الكتلة الأكبر ليتمكنوا من تعطيل حكومة الأغلبية التي استاؤوا من بوادر إشراقتها"، محذراً من التدخل في عمل القضاء والمحكمة الاتحادية.
ووفق النتائج الأولية، جاءت "الكتلة الصدرية"، التابعة للصدر، في الصدارة بـ73 مقعداً من أصل 329.
خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، حثت بلاسخارت، عبر اتصال مرئي، السلطات والأحزاب العراقية على الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعية إلى تشكيل حكومة جامعة.
فيما حذرت بلاسخارت من أن "الاتهامات الباطلة والتهديد بالعنف (رفضاً لنتائج الانتخابات) من شأنه أن يؤدي إلى نتائج وخيمة".
تأتي تلك التطورات في الوقت الذي لا تزال فيه مفوضية الانتخابات منخرطة في إعادة الفرز اليدوي لأصوات بعض المكاتب المشكوك في صحتها بناء على قرارات الهيئة القضائية للانتخابات. وعند حسم كل الطعون سترسل مفوضية الانتخابات الأسماء الفائزة إلى المحكمة الاتحادية العليا للمصادقة عليها.
منذ إعلان النتائج الأولية، يعيش العراق توترات سياسية وأمنية، جراء رفض فصائل شيعية مسلحة للنتائج، حيث تقول إنها "مفبركة"، وتطالب بإعادة فرز الأصوات كلها يدوياً، وتهدد بالتصعيد.
وفق النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي جرت خلال الشهر الماضي، جاءت "الكتلة الصدرية" التابعة لمقتدى الصدر، في صدارة الفائزين بـ73 مقعداً من أصل 329.
فيما يعد تحالف "الفتح"، وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة، أبرز الخاسرين في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 16 مقعداً، بعد أن حل ثانياً برصيد 48 مقعداً في انتخابات 2018.