قالت صحيفة Daily Mail البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الصين حظرت على المشاهير استعراض ثرواتهم على الشبكات الاجتماعية، في أحدث حلقات حملتها القمعية لصناعة الترفيه بالبلاد.
حيث أعلنت إدارة الفضاء السيبراني في الصين، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المشاهير في البلاد ليس مسموحاً لهم بأن "يتباهوا بثرواتهم وملذاتهم المسرفة" على الشبكات الاجتماعية. كما تمنع القواعد الجديدة المشاهير من نشر معلومات كاذبة أو شخصية، وتحريض المعجبين ضد أندية المعجبين الأخرى، ونشر الشائعات.
ترويج القيم الاشتراكية
كذلك نقل موقع Business Insider الأمريكي، أن حسابات الشبكات الاجتماعية للمشاهير والمعجبين على حدٍّ سواء، ستكون ملزمةً بالامتثال لـ"النظام العام والسلوك القويم، والامتثال لتوجهات الرأي العام الصحيحة وتوجهات القيم، وترويج القيم الاشتراكية الأساسية، والحفاظ على أسلوب حياةٍ وذوقٍ عام صحي".
تُمثّل القواعد الجديدة أحدث حلقات حملة قمع ثقافة المشاهير في الصين، بينما تُواصل البلاد إحكام قبضتها على صناعة الترفيه.
ففي سبتمبر/أيلول 2021، تم تنبيه مشاهير الصين إلى أنه يجب عليهم "معارضة الأفكار المنحلة لعبادة المال، ومذهب اللذة، والفردانية المفرطة" داخل صناعة الترفيه، وذلك خلال ندوة لصناعة الترفيه في ضيافة الحزب الشيوعي.
إذ تنظر الصين إلى ثقافة المشاهير والسعي وراء الثروات باعتبارها منتجاً مستورداً من الغرب، كما تُهدد الشيوعية، لأنها تُروّج الفردانية بدلاً من روح الجماعية.
قائمة المشاهير أصحاب السلوك السيئ
أما في أغسطس/آب 2021، فتم تداول قائمة بـ"المشاهير أصحاب السلوكيات السيئة" الذين وضعتهم بكين على القائمة السوداء حسب المزاعم.
حيث ضمَّت القائمة أسماء كل من الممثلة تشينغ شوانغ (30 عاماً)، ومغني البوب الكندي-الصيني كريس وو، الذي قُبِضَ عليه بشبهة الاغتصاب، في وقتٍ سابق من العام الجاري.
كذلك وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، كشفت مذكرةٌ مسرّبة أن بكين تُخطط لحظر ألعاب الفيديو التي تضم محتوى يسمح للاعبين بالاختيار بين الخير والشر.
قال المسؤولون إن البلاد لم تعُد تنظر إلى الألعاب باعتبارها "وسيلة ترفيه"، بل هي شكلٌ من أشكال الفن الذي يجب أن يُروّج ما تعتبره البلاد من "القيم السليمة"، ويُقدّم "فهماً دقيقاً" للتاريخ والثقافة.
بالتالي سيمتد الحظر أيضاً لألعاب الفيديو التي تتضمن غزواً للـ"برابرة"، أو محاولات لتعديل تاريخ النازيين أو اليابان الإمبراطورية، بحسب المذكرة التي اطلعت عليها صحيفة South China Morning Post الصينية.
ثقافة المعجبين الفوضوية
إذ تسعى بكين إلى القضاء على ما وصفتها بـ"ثقافة المعجبين الفوضوية" وترف المشاهير، وذلك في أعقاب سلسلةٍ من الفضائح التي أطاحت بأشهر فناني الترفيه في الصين خلال الأشهر الأخيرة.
حيث فرضت سلطات الضرائب في شنغهاي غرامةً على الممثلة تشينغ قدرها 46 مليون دولار في أغسطس/آب 2021، بسبب التهرب الضريبي والدخل غير المعلن بين عامي 2019 و2020، وذلك إبان تصوير مسلسلٍ تلفزيوني، بحسب بيانٍ صدر على الإنترنت.
كما سحبت جهة تنظيم البث الحكومية في الصين مسلسل تشينغ الدرامي، وأمرت المنتجين بعدم اختيارها لبطولة المسلسلات مستقبلاً.
أردفت الإدارة الوطنية للإذاعة والتلفزيون أنها "لا تتساهل مطلقاً" مع التهرب الضريبي، و"الأجور المرتفعة"، و"عقود اليين يانغ" المشبوهة التي تستخدمها صناعة الترفيه الصينية لإخفاء الأجور الحقيقية للممثلين.
في حين قالت شبكة CCTV الحكومية الصينية بوقتٍ سابق من عام 2021: "بدأت الإخفاقات الأخلاقية للفنانين، وانتهاكهم القوانين، وثقافة خلق الأصنام، وثقافة الفاندوم الفوضوية، في جذب اهتمام المجتمع منذ وقتٍ طويل. ويجب علينا أن تستعيد البيئة الفنية والأدبية صبغة النظافة والاستقامة في عيون الجمهور".