أعلن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، عماد السايح، الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول وصل إلى 98 مرشحاً، فيما أُغلق باب الترشح للانتخابات مساء الإثنين.
حيث أكد السايح، في مؤتمر صحفي، أن منظومة تسجيل المرشحين سجلت عدد 98 مرشحاً ومرشحة استوفوا الأوراق المطلوبة، مضيفاً: "لم نكن نتوقع هذه الأعداد الكبيرة للترشح لمنصب رئيس الدولة".
السايح أوضح أنه "تمت إحالة ملفات المترشحين إلى مكتب النائب العام، وإدارة الجوازات والجنسية والمباحث الجنائية" للنظر فيها.
في حين أضاف أن القائمة الأولية (للمرشحين) ستُنشر خلال يومين، "في حال تحصلنا على الردود من الجهات المختصة، ثم ندخل في فتح باب الطعن مدة 12 يوماً، لتنشر القوائم النهائية".
كما أوضح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن الطعن في المرشحين للرئاسة يمكن أن يجري في كل المدن الليبية، موضحاً أن القضاء سيفصل في حال تم الطعن في أي مرشح.
أيضاً نوه بأن القوائم النهائية لمرشحي الرئاسة ستُعلن في 7 أو 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
أما بخصوص عدد المرشحين لمجلس النواب، فقال السايح إن العدد "وصل حتى مساء الإثنين إلى 1766 مرشحاً تمت إحالة بيانات 1343 إلى جهات الاختصاص" للنظر فيها.
كانت المفوضية قد فتحت، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، باب الترشح، أغلق الإثنين للانتخابات الرئاسية، ويستمر حتى 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل للانتخابات البرلمانية.
فيما أشار إلى "وصول عدد البطاقات المسلمة للناخبين لمليون و700 بطاقة، أي ما نسبته 60% من إجمالي البطاقات".
أبرز مرشحي الرئاسة
من أبرز الشخصيات المرشحة للانتخابات الرئاسية الليبية، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية سلامة الغويل.
كما شهدت الانتخابات ترشح شخصيات جدلية على رأسها سيف الإسلام القذافي (نجل العقيد الراحل معمر القذافي)، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
إذ يعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد محتجين إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969-2011).
بينما لم يُشاهد سيف الإسلام علناً تقريباً منذ نحو 8 سنوات، وهو ثاني مرشح للانتخابات الرئاسية، حيث تسلم مكتب المفوضية في العاصمة طرابلس (غرب) أوراق ترشح عبد الحكيم بعيو، كأول ملف لمرشح رئاسي، فيما جاء نائب رئيس الحكومة المؤقتة الأسبق الصديق عبد الكريم كريم، آخر مرشح.
جدير بالذكر أن مفوضية الانتخابات أعلنت، الأربعاء، في بيان، أن "طلبات الترشح المرفقة بالمستندات ذات العلاقة بالاشتراطات القانونية المقدمة إلى المفوضية لا تعني بالضرورة أن طلب المترشح قد قُبل".
خلافات متواصلة
يقترب موعد الانتخابات في ظل خلافات مستمرة حول قانوني الانتخاب بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر؛ بما يهدد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد المقرر نهاية العام الجاري.
كان المشاركون في مؤتمر باريس الدولي بشأن ليبيا قد هددوا، في بيانهم الختامي، الذي صدر الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بفرض عقوبات على الأفراد الذين "سيحاولون القيام بأي عمل من شأنه أن يعرقل أو يقوّض الانتخابات المقررة في ليبيا"، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها.
فيما يأمل الليبيون أن تسهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر لسنوات، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.