كشف مسؤول أمني أمريكي، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عن تحقيق الصين "اختراقاً أمنياً" غير مسبوق، على حد تعبيره، وذلك بعد أن نجحت في إطلاق صواريخ يمكنها هي أيضاً أن تطلق صواريخ أخرى، وهو الإنجاز الذي اعتبره "يحرك حدود الفيزياء"، وذلك في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
المسؤول الأمني نفسه أوضح أن تحقيق بكين هذا الإنجاز يؤكد أن "الصين تملك قدرات عسكرية غير معروفة لحد الآن"، وهو ما يعكس المخاوف الأمريكية من التقدم الهائل الذي حققته الصين في هذا المجال.
إذ تُطور بكين قدراتها الصاروخية، خاصةً تلك المتعلقة بالصواريخ فوق صوتية، بشكل غير مسبوق، يقربها من التفوق على نظيرتها الأمريكية، وفق ما يؤكده مسؤولون أمنيون من أمريكا.
قلق أمريكي متزايد
هذا المستجد يأتي بعد أيام من تصريح لجنرال أمريكي كبير، قال فيه إن الصين قد تتمكن يوماً ما من شن هجوم نووي مفاجئ على الولايات المتحدة، وذلك في تصريحات نُشرت الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كشف فيها عن تفاصيل جديدة بخصوص صاروخ صيني أطلقته الصيف الماضي و"دار حول العالم"، حسب شبكة CBS News الأمريكية.
ثاني أكبر جنرال أمريكي، جون هيتين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة المنتهية ولايته، قال لشبكة CBS News: "لقد أطلقوا صاروخاً بعيد المدى. سار حول العالم، وأسقط مركبة انزلاقية، تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي عادت إلى الصين، وأثرت على هدف في الصين".
عندما سُئل الجنرال الأمريكي عما إذا كان الصاروخ أصاب الهدف، قال هيتين: "قريب بما فيه الكفاية".
كما حذَّر هيتين، الذي وصف سابقاً الوتيرة التي يطور بها الجيش الصيني قدراته بـ"المذهلة"، من أنه يوماً ما قد تكون لديهم القدرة على شن هجوم نووي مفاجئ على الولايات المتحدة.
تساءل هيتين: "لماذا يبنون كل هذه القدرة؟"، وأضاف أنه "يبدو كسلاح يُستخدم لأول مرة. هذا ما تبدو لي تلك الأسلحة".
صراع الأسلحة النووية بين القوى العظمى
يأتي الكشف عن الاختبار وسط توترات متصاعدة بشأن تايوان، حيث تسعى الصين إلى توسيع قدرات أسلحتها. وحذّر البنتاغون في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، من أن الصين توسّع بسرعةٍ ترسانتها النووية وقد يكون لديها 1000 رأس نووي بنهاية العقد.
تمتلك الولايات المتحدة حالياً 3750 رأساً نووياً في مخزونها، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية، مما يقزِّم حجم المخزون النووي الصيني. بينما نفت الصين أنها أجرت تجارب على أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.
في أكتوبر/تشرين الأول، تحدثت صحيفة فايننشيال تايمز عن اختبار صيني لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت أُطلقت من صاروخ في مدار أرضي منخفض يمكنه نظرياً التهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية. فاجأت السرعة التي طور بها الصينيون النظام مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة.