قال تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية يوم الجمعة 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إن وكالة ناسا تقترب من العد التنازلي النهائي لمهمة ستحاول تغيير مسار كويكب لتقييم ما إذا كان التكتيك المتبع يمكنه حماية العالم إذا تعرض يوماً لخطر نهاية كارثية.
سيُطلَق المشروع، الذي تبلغ تكلفته 325 مليون دولار، والمسمى "Double Asteroid Redirection Test- اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج، في وقت مبكر من يوم الأربعاء المقبل 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على صاروخ SpaceX Falcon 9 من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا.
سيكون المشروع أقرب شيء إلى نوع مهمة الإنقاذ الخيالية لفيلم الأكشن الأمريكي Armageddon.
إعادة توجيه كويكب
يتمثل اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج في مسبار آلي يزن حوالي 600 كيلوغرام. وإذا سار كل شيء على ما يرام، سوف يصطدم في سبتمبر/أيلول 2020 بكويكب ديمورفوس الصغير الذي يدور حول كويكب أكبر، يسمى ديديموس.
سيسافر المسبار الآلي بسرعة تصل إلى 6.2 كيلومتر في الثانية، أي أسرع بنحو عشر مرات من الطائرة المقاتلة. والهدف هو تعديل سرعة ديمورفوس بحوالي نصف ملّيمتر في الثانية. ومن المفترض أن يؤدي هذا إلى تقصير الوقت الذي يستغرقه في الدوران حول ديديموس بحيث يكون التغيير محسوساً لأجهزة الرادار على الأرض.
يبلغ عرض ديمورفوس حوالي 160 متراً فقط، أي أنه صغير مقارنة بالكويكبات الأخرى. ومع ذلك، فإنَّ الاصطدام بالأرض- وهي احتمالية مستبعدة- من شأنه أن يؤدي إلى انفجار يعادل 400-600 ميغا طن من مادة تي إن تي.
تقنيات إنقاذ العالم
في هذا السياق، قالت ايلينا آدامز، مهندسة أنظمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج، لدورية Science: "لتوضيح تقنية إنقاذ العالم، ستتعرض مدينة مثل مانهاتن للتدمير التام"، إذا وقع مثل هذا الاصطدام.
تقصف قطع من الحطام الفضائي الكوكب باستمرار. لكن معظمها صغير جداً بحيث لا يمكن ملاحظته، ويحترق عندما يلتقي الغلاف الجوي. ومع ذلك، منذ عام 1900 كانت هناك ثلاثة اصطدامات كبيرة: في تونغوسكا الروسية في عام 1908، وفوق نهر كوروكا البرازيلي عام 1930، وفي روسيا عام 2013 بالقرب من تشيليابينسك.
لدى ناسا مخطط يسمى "Near-Earth Object Observation Programme- برنامج مراقبة الأجسام القريبة من الأرض"، الذي يأمل في رصد 90% من الكويكبات التي يزيد حجمها عن 140 متراً، والتي تدور بالقرب من الأرض. وتُقدِّر ناسا أنها اكتشفت أقل من نصفها حتى الآن.
من جانبه، قال السير مارتن ريس، الأستاذ الفخري الملكي في علوم الكون والفيزياء الفلكية: "لأكُن صادقاً، كنت أود التخفيف من وقع كل هذا؛ إذ إنَّ فرصة حدوث [تأثير خطير] ضئيلة للغاية. بيَّد أنَّ المخاطر الجدية حقاً تصدر من تلك التي تزداد حجماً طوال الوقت؛ لأننا نحن من نتسبب فيها".