مئات اللاجئين العراقيين يصلون أربيل عائدين من الحدود البيلاروسية.. بينهم نساء وأطفال والحسرة تملأ وجوههم (صور)

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/18 الساعة 19:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/18 الساعة 19:10 بتوقيت غرينتش
وصول لاجئين عراقيين عائدين من الحدود النمساوية - الأناضول

وصل مئات من المهاجرين العراقيين الذين كانوا عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى مطار أربيل شمالي العراق، وذلك بعد أن أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، استعداد الإقليم لمساعدة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.

ركاب الطائرة عائدون من بين آلاف المهاجرين الذين تجمعوا في الغابات الواقعة على الحدود البولندية البيلاروسية، في ظل درجات حرارة منخفضة وظروف معيشية متدنية. 

مطار أربيل / الأناضول

في وقت سابق من الخميس، قالت الخارجية العراقية، إنها أرسلت طائرة إلى العاصمة البيلاروسية مينسك؛ لنقل 430 شخصاً، معظمهم من أكراد العراق، إلى أربيل في إقليم كردستان.

اتصال مع رئيس بولندا

قرار رئيس حكومة الإقليم جاء بعد اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء بولندا ماتوش مورافيتسكي، وفق بيان لحكومة كردستان العراق.

مطار أربيل / الأناضول

فقد أكد بارزاني "استعداد إقليم كردستان لمساعدة المهاجرين، وتحسين وضعهم والحفاظ على سلامتهم (..) الإقليم الآن أصبح ملاذاً آمناً لنحو مليون نازح ولاجئ".

كما أعرب عن أسفه لـ"وقوع المهاجرين ضحايا للمتاجرين بالبشر والمهربين والنزاع بين بيلاروسا والاتحاد الأوروبي"، حسب البيان ذاته.

مطار أربيل / الأناضول

وترفض بولندا وليتوانيا ولاتفيا، السماح لأكراد العراق بالعبور إلى أوروبا، فيما يتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتسهيل تدفق المهاجرين لأسباب سياسية، وهو اتهام رفضته مينسك مراراً.

انخفاض أعداد اللاجئين على حدود بولندا 

كشف مسؤولون بولنديون، الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنَّ عدد المهاجرين الذين يحاولون العبور من الأراضي البيلاروسية إلى بولندا قد انخفض.

كتبت قوات حرس الحدود البولندي في تغريدة: "نلاحظ أنَّ الأجانب المخيمين على الجانب البيلاروسي على مقربة من النقطة الحدودية… حزموا أمتعتهم ويغادرون المعسكر".

مطار أربيل / الأناضول

مع ذلك، من غير المرجح أن يؤدي أي خفض للارتباك على الحدود إلى تخفيف التوترات الأوسع بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي. واتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بتشجيع آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا على محاولة دخول الاتحاد الأوروبي من جانبه الشرقي؛ انتقاماً لسلسلة العقوبات التي فرضها الاتحاد على مينسك.

تشعر بولندا بالقلق من أنَّ التوترات ستستمر بعض الوقت، مع كل من بيلاروسيا وروسيا، التي أيدت بقوةٍ مواجهة لوكاشينكو مع الغرب.

وفقاً للبيانات التي نشرتها سلطات الحدود البولندية، الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حاول أكثر من 160 شخصاً عبور الحدود البولندية ودخول أراضي الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، انخفاضاً من 224 محاولة في اليوم السابق.

حتى مع مغادرة بعض المهاجرين للحدود، يستعد المسؤولون البولنديون لفترة طويلة من التوتر على الحدود الشرقية.

نشر آلاف الجنود 

من جانبها نشرت وارسو أكثر من 15000 جندي على حدودها مع بيلاروسيا، بينما أرسلت ليتوانيا ولاتفيا- الدولتان الأخريان بالاتحاد الأوروبي المجاورتان لبيلاروسيا- قوات إلى حدودهما. وأعلنت بولندا ولاتفيا وليتوانيا معاً حالة الطوارئ عبر مئات الأميال المربعة على الحدود مع بيلاروسيا، حيث تُوقِف الشرطة الآن السيارات عند نقاط التفتيش وتفحص المهاجرين.

جاءت تطورات يوم الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، على خلفية إجراء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مكالمة هاتفية استمرت قرابة ساعة مع لوكاشينكو، الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في اليوم نفسه الذي تحدث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هاتفياً مع الرئيس الروسي.

لم تكن مكالمة ميركل مع بولندا منسقة، وكذلك مكالمتاها مع لاتفيا وليتوانيا، كما ذكر دبلوماسيون من الدول الثلاث، قالوا إنهم علِموا بها فقط في اليوم الذي حدثت فيه المكالمة. ويوم الأربعاء، أجرت ميركل مكالمة أخرى مع لوكاشينكو؛ لمناقشة الوضع على الحدود.

من جانبهم، يشعر المسؤولون البولنديون بالقلق من أنَّ ألمانيا سوف تتفاوض مع لوكاشينكو دون التشاور معهم، وستستوعب زعيماً وافقت أوروبا، على نطاق واسع، على عزله. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، يوم الأربعاء، إنه اتصل بنظيره الألماني للشكوى من مكالمة ميركل.

أضاف دودا: "لن تعترف بولندا بأية اتفاقات حدثت وراء ظهورنا. نحن دولة ذات سيادة ولديها الحق في اتخاذ القرارات بنفسها، وسنفرض هذا الحق فرضاً مطلقاً".

في المقابل، ستبدأ بولندا بناء جدار بطول 18 قدماً (5.4 متر) و100 ميل (161 كيلومتراً تقريباً) من الأعمدة الفولاذية المغطاة بالأسلاك الشائكة عبر حدودها الشرقية، مع تبطين الحاجز بكاميرات المراقبة التلفزيونية ومستشعرات الحركة عالية التقنية.