أمريكا تريد كسب الوقت للمفاوضات النووية مع إيران.. عرضت “اتفاقاً مؤقتاً”، لكن إسرائيل تعارضه

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/18 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/18 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
إيران زادت من تخصيب اليورانيوم بعد تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي بشكل كبير- رويترز

كشف موقع Axios الإخباري الأمريكي، نقلاً عن ثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أثار مع نظيره الإسرائيلي فكرةَ التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران لكسب المزيد من الوقت من أجل المفاوضات النووية.

لموقع أشار في تقرير، الأربعاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى أنه رغم أن الفكرة لا تزال أولية، فإنها تكتسب أهمية في ظل إصرار إدارة بايدن على استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 بالكامل واستئناف المفاوضات النووية المقرر في فيينا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، إذ تكشف على الأقل بعضاً من الأفكار المطروحة داخل الإدارة.

البحث عن اتفاق مؤقت مع إيران

الموقع الأمريكي أوضح أن سوليفان اقترح فكرةَ التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران في سياق المناقشات للخطوات المقبلة بشأن الملف النووي الإيراني مع نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا.

كما قال مصدران أمريكيان مطلعان على المكالمة إن المسؤوليْن، الأمريكي والإسرائيلي، كانا يُجريان جلسة "نقاشٍ مكثف"، وإن سوليفان أثار الفكرة التي طرحها في الأصل أحد حلفاء أمريكا الأوروبيين.

الأساس المنطقي الذي تستند إليه الفكرة هو أن التقدم النووي المطرد لإيران جعلها قريبة جداً من مستويات تخصيب اليورانيوم اللازمة لصناعة سلاح نووي.

تتضمن الفكرة، وفقاً للمصادر الأمريكية، إيقاف إيران بعض خطواتها (على سبيل المثال، تخصيب اليورانيوم إلى 60%) مقابل أن تفرج الولايات المتحدة وحلفاؤها عن بعض الأموال الإيرانية المجمَّدة أو تقديم إعفاءات من العقوبات على السلع الإنسانية.

إسرائيل "لا تعتقد أن الفكرة جيدة"

على الجانب الآخر، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي لنظيره الأمريكي إنه لا يعتقد أنها فكرة جيدة، وشدَّد على القلق الإسرائيلي من أن أي اتفاق مؤقت قد يصبح اتفاقاً دائماً يُتيح لإيران الحفاظ على بنيتها التحتية النووية ومخزون اليورانيوم لديها، وفقاً لمسؤول إسرائيلي.

في اتصال آخر مع سوليفان يوم الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، شدد حولاتا أيضاً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يبذلوا الجهود للضغط من أجل إصدار قرار يتضمن توبيخاً لإيران في اجتماع الأسبوع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حسبما قال مصدر مطلع على المحادثات.

تأتي هذه الخطوة الرامية إلى تقريع إيران قبل أيام من استئناف المحادثات النووية، يقول الموقع.

هكذا ردت إيران

مع ذلك، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني إن هذه التفاصيل غير دقيقة، لكنه لم يحدد أيها على وجه التحديد ولم ينفِ أن فكرة التوصل إلى اتفاق مؤقت قد نُوقشت.

في غضون ذلك، زار المبعوث الأمريكي إلى إيران، روب مالي، إسرائيل هذا الأسبوع والتقى حولاتا واجتمع أيضاً بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد، وكليهما أكد أن الطريقة الوحيدة لإعادة إيران إلى اتفاق 2015 هو زيادة الضغوط وليس تخفيفها، بحسب مسؤول إسرائيلي كبير.

أوضح مالي أن إدارة بايدن تعتقد أيضاً أن الأمر يقتضي فرضَ مزيدٍ من الضغوط على إيران. وقال المسؤول إن الاختلاف الرئيسي بين الطرفين حيال الأمر هو في توقيت اتخاذ خطوات أخرى ضد إيران.

واشنطن تعول على روسيا والصين

مصدر أمريكي مطلع على سياسة الإدارة الأمريكية قال إن النهج الذي عزمت عليه الولايات المتحدة هو الذهاب إلى فيينا بحُسن نية والاطلاع على مقترحات إيران.

كما قال المصدر إنه في حال أقدمَ الإيرانيون على اقتراح مطالب متطرفة، فقد تلجأ الولايات المتحدة إلى دفع القوى العالمية الأخرى، مثل روسيا والصين، إلى زيادة ضغوطها على إيران.

أما عن موقف إيران في المحادثات، فيتلخص في أن الولايات المتحدة يجب عليها أن تعوض إيران عن خسائر انسحابها من الاتفاق، وأن ترفع جميع العقوبات (وليس النووية فقط) المفروضة على إيران منذ عام 2015 دفعة واحدة، وليس على مراحل، وتقديم ضمانات على أن أي إدارة أمريكية  قادمة لن تتراجع عن الاتفاق كما فعلت مع الإدارة الأمريكية السابقة.

تحميل المزيد