قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الثلاثاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إنه عقد "اجتماعاً طيباً، وجيداً جداً" مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، وذلك ضمن معرض تعليقه على القمة الافتراضية التي أجريت بين الزعيمين، الإثنين.
فيما أشار بايدن إلى أن لديه و"شي" الكثير للمتابعة، وأن مساعديه سيعملون مع الصين في مجموعة من القضايا، لم يحددها على وجه الدقة.
رداً على سؤال عما إذا كان الزعيمان أحرزا أي تقدم بشأن تايوان خلال اجتماعهما الافتراضي، أجاب بايدن: "أوضحنا أننا نؤيد قانون تايوان".
كان الكونغرس الأمريكي قد شهد العديد من مشاريع القوانين المساندة لتايوان، وخاصة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن الصين رفضت تلك القوانين واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية.
محادثات محتملة للحد من التسلح
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الثلاثاء، إن بايدن والرئيس الصيني اتفقا على بحث إمكانية إجراء محادثات للحد من التسلح، منوهاً إلى أنهما يتطلعان إلى "بدء المضي قدماً في مناقشة الاستقرار الاستراتيجي"، في إشارة إلى مخاوف الولايات المتحدة من تطوير الصين لأسلحتها النووية والصاروخية.
سوليفان أضاف، في ندوة عبر الإنترنت لمعهد بروكينجز: "ستَرَون على مستويات متعددة تكثيف المشاركة لضمان وجود حواجز حماية حول هذه المنافسة حتى لا تنحرف إلى الصراع".
بينما لم يوضح سوليفان الشكل الذي يمكن أن تتخذه المناقشات حول الاستقرار الاستراتيجي، لكنه مضي يقول: "الأمر يختلف عما لدينا في السياق الروسي فيما يتعلق بحوار الاستقرار الاستراتيجي الرسمي، فهو أنضج وتاريخه أعمق بكثير. هناك نضج أقل فيما يتعلق بذلك في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، لكن الزعيمين ناقشا تلك القضايا، ويتعين علينا الآن التفكير في الطريقة المثمرة بشكل أكبر لإحراز تقدم".
كانت واشنطن قد حثت الصين مراراً على الانضمام إليها وروسيا في معاهدة جديدة للحد من التسلح.
أول قمة بين الزعيمين
خلال تلك القمة الافتراضية الأولى من نوعها، أعرب بايدن عن "مخاوفه" حيال ملف حقوق الإنسان في الصين بشكل عام، مشيراً بشكل خاص إلى ممارسات الصين في أقاليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) والتبت وهونغ كونغ.
كما قال إن بلاده تولي أهمية أيضاً لحماية العمال والصناعات الأمريكية من الممارسات التجارية والاقتصادية "غير العادلة" للصين، منوهاً إلى أن المنافسة بين البلدين "لا ينبغي أن تتحول إلى نزاع سواء أكان مقصوداً أم لا".
هذه القمة كانت تهدف إلى تخفيف التوتر الشديد بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان ومواضيع أخرى حساسة.
بينما حذّر بايدن الصين من أي "محاولة أحادية" لتغيير وضع تايوان، وشدّد على أن واشنطن تبقى وفيّة لسياسة "الصين الواحدة"، مؤكداً أنه "يعارض بشدة" كل محاولة "أحادية لتغيير الوضع الراهن أو الإخلال بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان".
يشار إلى أن العلاقات بين بكين وتايبيه تشهد توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين "الجمهورية الصينية" في الجزيرة، ولا تعترف بكين باستقلال تايوان وتعتبرها جزءاً من أراضيها، وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.
كما ناقش الرئيسان أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، وأبلغ بايدن نظيره الصيني عزم الولايات المتحدة المستمر على الوفاء بالتزاماتها في المنطقة.
أيضاً جدد الرئيس بايدن التأكيد على أهمية حرية الملاحة والتحليق الآمن من أجل ازدهار المنطقة.
مواقف صينية
من جانبه، رأى الرئيس الصيني أنه "ينبغي على الصين والولايات المتحدة تحسين التواصل والتعاون فيما بينهما"، معرباً عن سروره لرؤية "صديقه القديم" للمرة الأولى عبر الشاشة، بعد أن أجريا آخر حوارين بينهما عبر الهاتف.
تابع الرئيس الصيني مخاطباً نظيره الأمريكي: "أنا مستعد للتعاون معك".
كانت واشنطن وبكين قد شددتا على وجوب عدم عقد الآمال على نتائج فورية هامة لهذه القمة، وأعلن البيت الأبيض أنه من غير المرتقب أن يؤدي هذا الاجتماع الافتراضي إلى "نتائج ملموسة".
في السياق، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن "شي" أبلغ بايدن بأن بلاده ستضطر لاتخاذ ما وصفها بـ"الإجراءات الحاسمة" إذا تجاوزت القوى المؤيدة لاستقلال تايوان "خطاً أحمر".
كذلك وصفت وكالة أنباء الصين (شينخوا) الرسمية الاجتماع الذي عُقد بين الرئيسين بأنه كان "صريحاً وبناءً وموضوعياً ومثمراً".
جدير بالذكر أن "شي" لم يغادر الصين منذ حوالي عامين لأسباب صحية.