في قرار جديد يستهدف لبنان، بعد أزمة تصريحات جورج قرداحي، التي تسببت في أزمة مع دول خليجية، أوقفت السلطات الكويتية جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية، الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
هذا القرار يأتي بعد سلسلة من "العقوبات" التي فرضتها الكويت على لبنان بسبب انتقاد قرداحي تدخل التحالف العربي في اليمن، إذ سحبت الكويت سفيرها من بيروت وطردت السفير اللبناني، قبل أن تقوم بإيقاف إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين.
وقف التحويلات الخيرية
إذ قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، إن "السلطات الكويتية أوقفت جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، بسبب عدم استقرار لبنان على الصعيدين السياسي والمالي".
كما أوضحت الصحيفة أن هناك تخوفاً كويتياً من أن يعصف أي انهيار اقتصادي في بيروت بأموال التبرعات، في إشارة إلى الوضعية الاقتصادية الصعبة التي يجتازها لبنان.
الصحيفة أضافت أن "وزارة الخارجية الكويتية أضافت لبنان إلى قائمة الدول الموقوف تحويل التبرعات إليها بعد أيام من وقف الكويت تحويل أموال التبرعات الخيرية إلى إثيوبيا".
فيما لفتت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تلقّت مخاطبة من وزارة الخارجية بوقف جميع طلبات الجمعيات الخيرية الراغبة في إجراء تحويلات مالية إلى بيروت، عبر منظومة العمل الإنساني التابعة لها حتى إشعار آخر، وحتى استقرار الأوضاع.
منع التأشيرات عن اللبنانيين
كانت وزارة الداخلية الكويتية أوقفت الأسبوع الماضي إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين حتى إشعار آخر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان.
إذ نقلت صحيفة "القبس" الكويتية، عن مصادر أمنية مطلعة، قولها إن "من لديهم إقامات داخل البلاد من اللبنانيين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى البلاد"، مشيرة إلى أن القرار يشمل وقف إصدار الزيارات بأنواعها، سواء كانت عائلية أو سياحية أو تجارية أو حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول "فيز العمل".
فيما اندلعت أزمة دبلوماسية بين لبنان ودول الخليج بعد نشر مقابلة متلفزة جرى تسجيلها مع جورج قرداحي قبل توليه مهام منصبه وزيراً للإعلام في لبنان، اعتبر فيها أن جماعة أنصار الله اليمنية "تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات"، وما فاقم الأزمة أكثر هو رفض قرداحي الاعتذار.
تصاعُد الأزمة مع لبنان
مرت 3 أسابيع تقريباً على تصاعُد الأزمة بين السعودية ودول الخليج من جهة، ولبنان من جهة أخرى، وذلك إثر تصريحات اعتبرتها الرياض ودول الخليج مسيئة لها، أطلقها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ضمن مقابلة مع برنامج "برلمان شعب"، بُثت الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، دعا فيها إلى ضرورة توقف الحرب في اليمن، لأنها "عبثية ومؤذية".
قرداحي اعتبر خلال المقابلة نفسها أنّ "الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد ما قال إنها اعتداءات السعودية والإمارات"، داعياً إلى ضرورة وقف الحرب.
على إثر ذلك، قررت السعودية سحب سفيرها من بيروت، وإمهال سفير الأولى لديها للمغادرة خلال 48 ساعة، ووقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة.
تبعت السعودية كل من الإمارات والكويت والبحرين، بسحب سفرائها من بيروت، ومطالبة مواطنيها بمغادرة لبنان في أقرب وقت.
من جانبه، قال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة، إن على قرداحي تحكيم ضميره واتخاذ القرار المناسب، لكنَّ مقربين من وزير الإعلام قالوا إنه لن يستقيل، بينما قال آخرون إنه ربط استقالته بالحصول على ضمانات من السعودية.
فيما قال ميقاتي إن المواقف الشخصية لوزير الإعلام أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قِبَل دول الخليج، وأضاف: "مخطئ من يعتقد أنه يستطيع أن يأخذ لبنان بعيداً عن عمقه العربي".