مفوضية الانتخابات الليبية تحذف بياناً أعلنت فيه رفضها طلب ترشح سيف الإسلام القذافي (صورة)

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/15 الساعة 14:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/30 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
سيف الإسلام القذافي / الأناضول

سحبت مفوضية الانتخابات في ليبيا، الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بياناً بعد دقائق من نشره على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك قالت فيها إنها ترفض ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية. 

سيف الإسلام (49 عاماً) ظهر، الأحد، في صور منشورة على منصات التواصل الاجتماعي بعمامة وعباءة تقليدية بنية اللون ولحية رمادية ونظارة وهو يوقع وثائق في مركز التسجيل بمدينة سبها بجنوب البلاد، مرشحاً لانتخابات الرئاسة المرتقبة في ديسمبر/كانون الأول 2021. 

مساء الأحد أعلنت مفوضية الانتخابات في ليبيا قبولها أوراق ترشح سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، في خطوة رفضها أعيان عشائر ليبية وقادة عسكريون. 

جاء في البيان الذي نُشر لدقائق على حساب المفوضية: "أمام ما تشهده المفوضية من زعزعة للاستقرار وإغلاق للمكاتب في الوقت الحالي، بسبب ترشح المدعو سيف الإسلام القذافي، قررت المفوضية رفض ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية القادمة".

وبعد وقت قصير قامت مفوضية الانتخابات بسحب منشورها دون تقديم أسباب لذلك.

مسؤول في مفوضية الانتخابات قال لوسيلة إعلام مصرية إن اختراقاً شهدته الصفحة الرسمية للمفوضية خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى أن المخترقين بثوا خبراً كاذباً حول رفض طلب ترشح سيف الإسلام القذافي..

رفض ترشح القذافي 

الأحد طالب المدعي العام العسكري في ليبيا، بإيقاف إجراءات ترشح كل من سيف الإسلام القذافي وقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، بتهمة "ارتكاب جرائم خطيرة ضدّ الدولة".

وفي رسالة إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات، طلب المدعي العام العسكري وقف ترشيح سيف الإسلام وحفتر، إلى حين امتثالهما للتحقيق فيما أسند إليهما من وقائع وجرائم، وحملها المسؤولية القانونية حال مخالفة ذلك.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت مفوضية الانتخابات قبولها أوراق ترشح سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي.

حيث قالت المفوضية، في بيان، إن سيف الإسلام (49 عاماً) قدم "أوراق الترشح لرئاسة الدولة، وتقدم بمستندات ترشحه إلى مكتب الإدارة الانتخابية في مدينة سبها (جنوب)، مستكملاً المسوغات القانونية".

كما أعلن حكماء وأعيان وقادة قوات بركان الغضب شرق طرابلس الليبية رفضهم "القاطع" لترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر.

وقال البيان: "نرفض رفضاً قاطعاً ترشح المجرم سيف الإسلام القذافي لما ارتكبه من جرائم في حق الليبيين إبان ثورة فبراير/شباط باعتباره مجرماً محكوماً قضائياً".

وأضاف: "نرفض رفضاً قاطعاً ترشح مجرم الحرب حفتر باعتباره مواطناً أمريكياً وارتكب جرائم في حق الليبيين".

كما رفض البيان "إجراء الانتخابات دون قاعدة دستورية واضحة وتوافقية".

"المنقذ"

ويعود سيف الإسلام إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده على يد محتجين إبان ثورة 17 فبراير/شباط 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969-2011). 

ووفق مراقبين، فإن نجل القذافي اتخذ خطوة الترشح مستغلاً شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة "الاستقرار النسبي" للبلاد في عهد والده، بعد عِقد صعب شهد صراعات سياسية ومسلحة كثيرة.

فقد قال سيف الإسلام القذافي، في حوار سابق مع صحيفة أمريكية، إن السياسيين الليبيين "لم يجلبوا إلا البؤس، وحان الوقت للعودة إلى الماضي، فالبلد جاثٍ على ركبتيه، لا مال ولا أمن، لا توجد حياة هنا".

انطلاقاً من هذا التحليل المأساوي لوضع البلاد، يُقدم نجل القذافي نفسه كمنقذ للبلاد، وأنه يريد "إحياء الوحدة المفقودة".

كان موقع شبكة Voice of America الأمريكية قد نشر تقريراً أواخر يونيو/حزيران 2021 عنوانه "ترشُّح سيف الإسلام القذافي المحتمل للرئاسة"، تناول ما أكده بالفعل حوار صحيفة نيويورك تايمز، في احتمال أثار حفيظة الدبلوماسيين الغربيين ومستشاري الديمقراطية الدوليين، الذين يقولون إن عملية السلام المضطربة في ليبيا لديها ما يكفيها من العوائق التي تحتاج إلى تجاوزها، ولا تتحمل أن يُضاف إليها نجل القذافي، الذي يعد شخصية تتسبب في حالة استقطاب شديد.

انتخابات مرتقبة

كان قد تم تحديد 24 ديسمبر/كانون الأول موعداً مرتقباً لانتخابات ليبيا، عبر خريطة طريق تدعمها الأمم المتحدة.

بينما لا يزال إجراء الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان جديدين محل شك، حيث لا يتبقى سوى ستة أسابيع فقط على إجراء التصويت المزمع، وسط خلافات بين فصائل وهيئات سياسية متناحرة في الشرق والغرب، حول القواعد التي يستند إليها الجدول الزمني للانتخابات ومن يمكنه الترشح فيها.

هذا الخلاف يهدد بانهيار عملية السلام الأوسع نطاقاً، والتي تشمل أيضاً جهوداً لتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة منذ فترة طويلة وخروج المرتزقة الأجانب الذين لا يزالون متمركزين على طول خطوط المواجهة، على الرغم من وقف إطلاق النار.

تحميل المزيد