قالت الشرطة البولندية، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن مجموعة من نحو 50 مهاجراً اخترقت التحصينات على الحدود مع بيلاروسيا، ودخلت البلاد بالقرب من قرية ستارزينا، في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين البلدين بسبب أزمة المهاجرين.
شرطة مدينة بودلاسكا البولندية، قالت على تويتر، إنه "قبل الخامسة من مساء أمس (السبت)، اقتحم حوالي 50 شخصاً بولندا بالقرب من ستارزينا"، مضيفة أنه تم اعتقال 22 مواطناً عراقياً في وقت لاحق.
أشارت الشرطة كذلك إلى أنّها "تعرضت لهجوم مساء أمس السبت، خلال محاولة منفصلة للتوغل عبر الحدود"، فيما بلغ إجمالي محاولات عبور الحدود، السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، (223)، بحسب حرس الحدود البولندي.
يأتي هذا، بعدما سافر آلاف المهاجرين إلى بيلاروسيا، ومن بينهم قادمون من بلدان بالشرق الأوسط، مثل سوريا والعراق، على أمل العبور إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين على الحدود في درجات حرارة متجمدة.
يتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتدبير الأزمة للضغط عليه بعد العقوبات التي فرضها على نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، لكن بيلاروسيا نفت ذلك مراراً، وحذرت بعض الدول في المنطقة من أن المواجهة، قد تتصاعد إلى صراع عسكري.
كذلك تتصاعد الأزمة بين بولندا وبيلاروسيا، وتتهم وارسو السلطات البيلاروسية بتسهيل وصول المهاجرين إلى الحدود، وكان حرس الحدود البولنديون قالوا في تغريدة على تويتر: "في الليل، حاول جنود بيلاروسيون تدمير السياج الحدودي المؤقت. كانوا يزيلون أعمدة ويزيلون أسلاكاً شائكة باستخدام عربة خدمة".
يتزامن ذلك مع وفاة مزيد من المهاجرين عند الحدود، والسبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلنت بولندا عثورها على جثة شاب سوري في غابة قرب الحدود مع بيلاروسيا، موضحةً أنها "لم تحدد أسباب الوفاة على الفور".
ارتفعت حصيلة الوفيات في أزمة المهاجرين على الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا إلى 11، بحسب تقديرات وسائل إعلامية.
يقول مهاجرون إن القوات البيلاروسية أجبرتهم على عبور الحدود بالقوة، إلّا أن حرس الحدود البولنديين صدّوهم، ما جعلهم عالقين على الحدود في ظلّ أحوال جوية مضطربة.
بحسب تقديرات قوات حرس الحدود البولندية، فإن عدد المهاجرين على الحدود يتراوح ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف، في وقت أعلنت فيه تركيا أنها حظرت على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا، في أول خطوة لمنع مزيد من المهاجرين من الوصول لحدود الاتحاد الأوروبي.
كذلك أعلنت خطوط "أجنحة الشام" الخاصة في سوريا، بعد تعرضها لضغوط، أنها علقت رحلاتها إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، وذلك بعدما سيّرت عشرات الرحلات الجوية إلى هناك، الأمر الذي زاد من أزمة المهاجرين عند حدود الاتحاد الأوروبي، بحسب ما كشفه تحقيق لـ"عربي بوست".