قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن المئات من الأفغان الذين كانوا يختبئون في منازل آمنة بحثاً عن مخرجٍ من بلادهم، اُضطروا لترك تلك المنازل، بسبب فشل الجهود التي كانت تقوم بها منظمة أمريكية من أجل مساعدتهم، وذلك في أعقاب نفاد الأموال التي كانت تستخدمها لتمويل عملياتها.
حيث أفادت منظمة "تاسك فورس أرغو" بأنها لم تعد قادرةً على توفير الدعم لأولئك الذين يسعون إلى الفرار من أفغانستان، وبالتالي فقد اُضطر مئات الأفغان لمغادرة المنازل الآمنة التي كانوا يختبئون فيها على أمل ترحيلهم من البلاد.
هذه المنظمة تعد من أكبر المنظمات التي تعمل على تنظيم رحلات إجلاء من أفغانستان، وتتكون من مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأمريكية، وقدامى المحاربين، وكانت قد وفَّرَت رحلاتٍ جوية خارج أفغانستان، لأشهرٍ قبل استيلاء طالبان على السلطة.
لكن من دون دعمٍ مالي، فإن المنظمة مُجبَرَة هذه المرة على اتِّخاذ قراراتٍ قاسية، مثل استبعاد الأفغان الذين يتوقون إلى مغادرة بلادهم.
على إثر ذلك، سيضطر مئات الأفغان إلى البحث عن إيجاد وتمويل أماكن إقامتهم الخاصة، علاوة على الحصول على فرصةٍ للسفر خارج البلاد.
بحسب صحيفة Wall Street Journal، سيكون من بين هؤلاء الأفغان الذين لن يمكنهم مغادرة البلاد، أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية، ومنهم مقيمون دائمون في الولايات المتحدة، إضافة إلى عمال سابقين في الحكومة الأمريكية، وغيرهم ممن عملوا في مشاريع ممولة من الولايات المتحدة.
انخفاض التبرعات
في حين تمكنت المنظمة من جمع ما يقرب من مليوني دولار من قدامى المحاربين ومن المانحين من القطاع الخاص، ولكن التبرعات انخفضت كثيراً منذ تراجع الاهتمام الإعلامي بعمليات الإجلاء.
بالإضافة إلى ذلك، لم تصدِّق الولايات المتحدة بعد على رحلات المغادرة، مِمَّا يقوِّض جهود منظمة "تاسك فورس أرغو" بشكلٍ أكبر.
من جهتهم، أكد متحدث باسم منظمة "تاسك فورس أرغو" أن لديهم ثلاث رحلات جوية مستعدة للمغادرة خارج أفغانستان، لكن غير مُصدَّق بعد بهبوطها على أرض الولايات المتحدة. ووافقت دولٌ عديدة، مثل ألبانيا ورواندا وأوغندا، على تلقِّي المسافرين، لكن فقط مع تصديق الحكومة الأمريكية.
المتحدِّث أضاف: "نحن مجرد متطوِّعين"، فيما قالت وزارة الخارجية، التي لم ترد على الفور على طلبٍ للتعليق من موقع Business Insider الأمريكي، إنها تشك في أن مجموعة المتطوِّعين تقدِّم معلوماتٍ دقيقة عن عدد الأفغان الذين هم بحاجةٍ إلى الفرار. وقال المتحدِّث باسم المنظمة إنه لا يوجد أحدٌ على الأرض لفحص قوائم الركَّاب المسافرين، لذلك من الصعب التحقُّق مِمَّا إذا كان الفارين مؤهَّلين لإعادة التوطين.
فيما تنتظر المنظمة منذ أسابيع رد وزارة الخارجية الأمريكية رسمياً على شكاواها.
كانت حركة طالبان قد سيطرت على أفغانستان في أغسطس/آب الماضي، بعد قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب القوات الأمريكية من البلاد. وعند استيلائها على السلطة، أعادت طالبان تسمية الدولة باسم إمارة أفغانستان الإسلامية، لتعود إلى الاسم نفسه الذي استخدمته خلال آخر مرة تولَّت فيها السلطة في عام 1996. وظلَّت الحركة في السلطة حتى عام 2001، حين غزت الولايات المتحدة أفغانستان.