صرَّح مسؤول أمريكي كبير، لـ"رويترز"، الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بأن الولايات المتحدة وقطر اتفقتا على أن تمثل الدوحة المصالح الدبلوماسية لواشنطن في أفغانستان، وهي خطوة تعتبر علامة مهمة على إمكانية التواصل المباشر بين واشنطن وكابول في المستقبل بعد حرب دامت 20 عاماً.
حيث ستوقّع قطر، الجمعة، اتفاقاً مع الولايات المتحدة على القيام بدور "القوة الحامية" للمصالح الأمريكية؛ للمساعدة في تسهيل أي تواصل رسمي بين واشنطن وحكومة طالبان في أفغانستان والتي لا تعترف بها الولايات المتحدة.
حل أزمة التواصل مع طالبان
تأتي هذه الخطوة في وقت تحاول الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أفغانستان، في أعقاب تقدُّم خاطف، في أغسطس/آب2021 ، تزامن مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
تتردد كثير من البلدان، ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسمياً بـ"طالبان"، التي يقول منتقدوها إنها لم تفِ بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.
لكن مع اقتراب الشتاء يدرك العديد من البلدان الحاجة إلى مزيد من التواصل؛ للحيلولة دون تحوُّل الأوضاع في البلد الذي يعاني من الفقر المدقع، إلى كارثة إنسانية. وسيعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن الاتفاق في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد اجتماعهما الجمعة.
وفقاً للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأمريكية، وستنسق من كثب مع وزارة الخارجية الأمريكية ومع البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة.
مكتب سياسي لـ"طالبان"
صرَّح المسؤول الأمريكي بأن الولايات المتحدة ستستمر أيضاً في التواصل مع طالبان عبر العاصمة القطرية الدوحة، حيث يوجد مكتب سياسي تابع للحركة منذ أعوام.
ذكر المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية الذي طلب عدم ذكر اسمه، بسبب حساسية الملف: "باعتبارها قوتنا الحامية، ستساعد قطر الولايات المتحدة في توفير خدمات قنصلية محدودة لمواطنينا، وحماية المصالح الأمريكية في أفغانستان".
أضاف أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر، وتوفير خدمات توثيق للأوراق، وتقديم معلومات، والمساعدة في حالات الطوارئ.
تابع أن مقر قسم المصالح الأمريكية سيكون في منشآت محددة بالمجمع نفسه في كابول الذي استخدمته السفارة الأمريكية قبل تعليق العمليات، مضيفاً أن قطر ستتولى مهمة مراقبة بنايات المجمع وإجراء دوريات أمنية.
صرَّح المسؤول بأن قطر ستواصل مؤقتاً، بموجب اتفاق منفصل، استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرَّضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وكذلك أفراد أسرهم المؤهلون لذلك.
قال: "سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة، بقاعدتي السيلية والعديد الجويتين".