قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن بلاده لا تفكر في تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد وتأمل أن تُحجم دول أخرى عن اتخاذ مزيد من الخطوات للتقارب مع النظام السوري.
أدلى الوزير بتلك التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في واشنطن، رداً على سؤال بشأن زيارة قام بها وزير الخارجية الإماراتي لدمشق.
توحد الموقف تجاه سوريا
قال الشيخ محمد: "سيكون من قبيل التمني اعتقاد أن كل الدول في المنطقة ستتحد فيما يتعلق بالموقف من سوريا، لكن نأمل أن تحجم الدول عن اتخاذ مزيد من الخطوات صوب النظام السوري؛ حتى لا (تتفاقم) معاناة الشعب السوري".
أضاف: "لا نرى أي خطوات جادة من نظام الأسد تُظهر التزامه بإصلاح الضرر الذي ألحقه ببلده وشعبه".
كانت قطر من بين عدد من دول المنطقة، بينها السعودية، التي دعمت جماعات للمعارضة المسلحة في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ نحو عقد. وسعت بعض الدول مثل الإمارات لتطبيع العلاقات بعد أن استعاد الأسد السيطرة على أغلب البلاد.
في حين دعت الإمارات هذا العام لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. والتقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، يوم الثلاثاء، الأسد بدمشق، في أول زيارة من نوعها من مسؤول إماراتي كبير منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية.
قالت واشنطن، التي تعارض مساعي تطبيع العلاقات مع الأسد لحين تحقيقه تقدماً صوب تسوية سياسية للصراع، إنها قلقة من الخطوة التي اتخذتها حليفتها الإمارات وحثت دول المنطقة على التفكير ملياً في "الفظائع" التي ارتكبها الأسد.
اجتماع بن زايد والأسد
يشير الاجتماع إلى تحسن العلاقات بين بشار الأسد وإحدى الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي أيدت في وقت من الأوقات المعارضين المسلحين الذين حاولوا الإطاحة به.
قال برايس في إفادة صحفية اعتيادية: "نشعر بالقلق إزاء التقارير عن هذا الاجتماع والإشارة التي يبعث بها". وأضاف: "مثلما قلنا من قبل، لن تعبر هذه الإدارة عن أي دعم لمساعي تطبيع العلاقات… مع بشار الأسد، الديكتاتور الوحشي".
التطبيع مع دمشق
تصدرت دولة الإمارات مساعي بعض الدول العربية لتطبيع العلاقات مع دمشق، كما اتخذ الأردن ومصر، وكلتاهما من حلفاء الولايات المتحدة، خطوات نحو تطبيع العلاقات منذ أن هزمت قوات بشار الأسد، بمساعدة روسية وإيرانية، مسلحي المعارضة في معظم أنحاء سوريا باستثناء بعض مناطق شمال وشرق البلاد التي لا تزال خارج قبضته.
في حين قال جوشوا لانديس، المتخصص في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما، إن الإمارات ربما طلبت من دمشق عدم إعلان الزيارة، بسبب الحساسيات في علاقاتها بالولايات المتحدة. وأضاف: "لا أحد يريد المجازفة".
كما تحدث العاهل الأردني الملك عبد الله مع الأسد في أكتوبر /تشرين الأول 2021، للمرة الأولى منذ عشر سنوات، وأعيد فتح الحدود بين البلدين أمام حركة التجارة. كما اجتمع وزير الخارجية المصري مع نظيره السوري في سبتمبر/أيلول، في أعلى مستوى اتصال بين البلدين منذ بدء الحرب الأهلية.
أضاف لانديس أن "كلاً من الإمارات ومصر ترى منذ فترة طويلة، أن حكومة دمشق تعمل على وقف انتشار الجماعات الإسلامية في المنطقة"، وتابع أن الاستثمار متوقع بمجرد إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية رغم أن الشركات الخاصة ستنتظر لترى كيف سترد الولايات المتحدة أولاً.