قال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" إن قراصنة إيرانيين يبحثون عن بيانات حساسة سُرقت من منظمات أمريكية وأجنبية. وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن مكتب التحقيقات أرسل تقريراً تحذيرياً للشركات الأمريكية.
الشبكة الأمريكية أوضحت الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن التقرير لفت إلى أن القراصنة تسللوا إلى مواقع الويب الخاصة بالمجرمين الإلكترونيين (المواقع المظلمة) بحثاً عن بيانات حساسة تابعة لجهات أمريكية قد تكون مفيدة لهؤلاء الإيرانيين.
إذ تنشر المواقع المظلمة في العادة بيانات مثل رسائل البريد الإلكتروني المسروقة، ومعلومات خاصة أخرى جراء عمليات قرصنة.
قراصنة إيرانيون يبحثون عن معلومات حساسة
يشعر مكتب التحقيقات الفيدرالي بالقلق من أن القراصنة الإيرانيين قد يستخدمون هذه المعلومات للوصول لشبكات الشركات الأمريكية في المستقبل.
جاء في التقرير: "إذا تعرضت مؤسستكم للاختراق مسبقاً، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يوصي بالأخذ بعين الاعتبار أي بيانات يمكن الاستفادة منها لإجراء المزيد من الأنشطة الخبيثة ضد شبكة مؤسستكم".
بينما لم يوضح التقرير هوية قراصنة إيرانيين الذين يقفون خلف هذا النشاط، كما لم يحدد مكتب التحقيقات الفيدرالي المتسللين بالاسم ولم يذكر ما إذا كانوا على صلة بالحكومة الإيرانية من عدمه.
في هذا الصدد، قال نائب الرئيس الأول للاستخبارات في شركة "كراود سترايك" الأمنية، آدم مايرز، إن المتسللين المرتبطين بالحكومة الإيرانية انخرطوا بشكل متزايد في أنشطة الجرائم الإلكترونية، مثل هجمات الفدية، كوسيلة لطمس الخطوط الفاصلة بين العمليات السيبرانية الحكومية وغير الحكومية.
قال مايرز لشبكة "سي إن إن"، "من ضمن أسلوب عمل (الجماعات الإيرانية) شراء الوصول إلى الشبكات التي تحتفظ بها جماعة إجرامية إذا كان ذلك يخدم مصالحها".
استهداف شركات أمريكية وإسرائيلية
في الشهر الماضي، أعلن عملاق التكنولوجيا الأمريكي "مايكروسوفت" أن الشركة حددت مجموعة من القراصنة الإيرانيين الذين استهدفوا شركات تكنولوجيا دفاع إسرائيلية وأمريكية باستخدام إصداراتها.
كما أعلنت الشركة الأمريكية عن استهداف قراصنة إيرانيين لشركات تدير الشحن البحري في الشرق الأوسط.
قالت "مايكروسوفت" في بيانها الشهر الماضي، إنه "من المرجح أن يدعم هذا النشاط المصالح الوطنية للحكومة الإيرانية في تتبع خدمات الأمن المعادية لها ولعمليات الشحن البحري في الشرق الأوسط".
حرب سيبرانية قائمة منذ سنوات
تعاونت الولايات المتحدة مع إسرائيل في الماضي لتخريب برنامج إيران النووي، من خلال تأجير مجموعة قَتَلة يركبون دراجات نارية، لاغتيال العلماء، إضافة إلى استخدام واشنطن لسلاح سيبراني يسمى Stuxnet (ستوكسنت) لتخريب معدات نووية، عبر استخدام فيروس لتشغيل أجهزة الطرد المركزي رغماً عن الإيرانيين (ودون معرفتهم لبعض الوقت) بطريقة أضرت ببرنامجهم النووي، وتسببت في تأخير عمليات تخصيب اليورانيوم.
هي العملية التي تحدث عنها الكاتب الأمريكي فرد كابلان في كتابه، "المنطقة المعتمة.. التاريخ السري للحرب السيبرانية" وسيكون موقع مثل مجمع خجير في مرمى النيران لأية حملة مشابهة تستهدف صواريخ إيران التقليدية.
سأل الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، المبعوث الأمريكي لإيران براين هوك، عن تفجير الأسبوع الماضي، في مقابلة على القناة الإسرائيلية الـ13. أجاب هوك: "ليس لدينا أي ملاحظات نبديها" عن هذا الحادث. وأضاف أنَّ برنامج الصواريخ الإيراني "مقلق للغاية".
بدورهم، صرَّح مسؤولون إسرائيليون، إلى صحيفة The New York Times الأمريكية، بأنَّهم لا يد لهم في الهجوم.