قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن الصين أصبحت هدفاً استخباراتياً أكثر صعوبة وغموضاً بالنسبة لواشنطن، كما أن الافتقار إلى معلومات استخباراتية عن الدائرة المقربة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، أصاب كبار مسؤولي إدارة بايدن الذين يواجهون صعوبة بالغة في التعرف على خطوات بكين التالية بالإحباط، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين يطَّلعون على تقارير الاستخبارات الأمريكية الحساسة.
يقول هؤلاء المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم؛ لمناقشتهم قضايا حساسة، إن واشنطن عاجزة عن الوصول للمعلومات الكافية بخصوص تحركات بكين ورئيسها، في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى المعلومات عن قرارات شي وتزداد فيه التوترات مع الولايات المتحدة، بسبب عدد من المشكلات مثل تايوان والتكنولوجيا المتقدمة.
تراجع استخباراتي مقلق
هذه الحقيقة الواقعة تأتي بعد تصريح مسؤولين في إدارتي ترامب وبايدن بأنهم فوجئوا بتحركات بكين السريعة لتعزيز سيطرتها على هونغ كونغ، واستعراض قوتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي، وتقييد التحقيقات في مصدر كوفيد-19، وتقويض الشركات الصينية التي تبيع أسهمها في الولايات المتحدة، وتكثيف عمليات القرصنة على الخصوم.
كما يؤكد المسؤولون الحاليون والسابقون أن وكالات الاستخبارات الأمريكية جاهدت طويلاً لتوفير المعلومات التي يحتاجها صانعو السياسة عن الصين، وأن العقبات التي تواجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية مزمنة- بكين ألحقت أضراراً كبيرة بشبكات التجسس الأمريكية في الصين قبل رئاسة شي- وبسيطة، مثل النقص المستمر في المتحدثين بلغة الماندرين.
كان جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، قد قال في مقابلة لدى سؤاله عن الصين: "مخابراتنا البشرية تخلفت لعقود، ولم أشعر قط بأن لديَّ ما يكفي من المعلومات، وكنت دوماً بحاجة إلى المزيد، ولا أشعر بالاكتفاء أبداً، وهذا ما لا ينبغي أن يحدث مع أي صانع قرار".
في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى توجيه مزيد من استراتيجيتها في السياسة الخارجية نحو مواجهة الصين، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، الشهر الماضي، عن إنشاء مركز مهام مخصص للصين؛ لصقل تركيز الوكالة على "حكومة صينية متنامية العدواة".
جهود بكين لمكافحة التجسس ألحقت أضراراً بشبكتها
بينما يقول بعض الأشخاص الذين أجرت معهم وكالة بلومبيرغ مقابلات، إن هذه التصريحات رمزية أكثر منها موضوعية، وإن من الضروري إقرانها بزيادة الإنفاق والعاملين؛ حتى تكتسب مصداقية، في حين رفض مسؤولون بوكالة المخابرات المركزية التعليق.
انتقاد معلومات أجهزة الاستخبارات عن الصين يثقل كاهل وكالة المخابرات المركزية، المسؤولة الأولى عن تجنيد الجواسيس، وقد تضررت شبكتها كثيراً منذ أكثر من عقد، بسبب جهود مكافحة التجسس التي تبذلها بكين.
إذ أوردت صحيفة The New York Times تفاصيل هذه الجهود عام 2017، وقالت إن الصين أعدمت نحو عشرة جواسيس أمريكيين، واعتقلت آخرين، فيما يمثل أحد أقوى الاختراقات لشبكات التجسس الأمريكية.
من جانبه، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، بإنشاء مركز مهام للصين واعتبره "عَرَضاً تقليدياَ لعقلية الحرب الباردة". وأضاف: "لا بد من أن تدرس الولايات المتحدة تطوُّر الصين والعلاقات بين الصين والولايات المتحدة من منظور موضوعي وعقلاني، وأن تتوقف عن الأشياء التي تضر بالثقة والتعاون المتبادلَين".
لكن محللي المعلومات الاستخباراتية رفيعي المستوى في إدارة بايدن- وهي مجموعة تضم أرفع المسؤولين الذين لهم حق الاطلاع على الملخص اليومي عالي السرية المقدم للرئيس- يرون أن تركيزاً أقوى على الصين لن يتحقق قريباً بما يكفي.
الأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إنها ترى أن ترسانة الصين النووية تنمو بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، وهذا التقييم هو الأحدث في سلسلة من التقييمات المكثفة لطموحات بكين العالمية.