وسط تعهدات إثيوبية بالدفاع عنه بأي ثمن، دعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى استئناف مفاوضات "سد النهضة"، في "أسرع وقت ممكن".
جاء ذلك في بيان للخارجية عقب لقاء بين شكري ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بواشنطن، في ظل تعثُّر مفاوضات السد منذ أشهر، وعدم تحديد موعد لاستئنافها حتى الآن.
البيان المصري أوضح أن شكري، الذي يزور الولايات المتحدة منذ الجمعة، التقى بلينكن، قبيل انعقاد الحوار الاستراتيجي برئاستهما.
فيما تمنى شكري أن "يخرج الحوار الاستراتيجي بنتائج تعكس تميز وخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية".
في وقت سابق من يوم الإثنين، انطلق الحوار الاستراتيجي، وهو الأول بين البلدين منذ 2015، وتضمنت جلساته الافتتاحية مناقشة قضايا التعاون بين البلدين.
أما عن مستجدات ملف سد النهضة، فشدد شكري على "ضرورة استئناف مسار المفاوضات بأسرع وقت ممكن، بهدف التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد على نحو يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر المائية".
وسبق أن توصلت واشنطن إلى اتفاق مبدئي حول تشغيل وملء السد قبلته مصر ولم توقعه إثيوبيا، وسط أحاديث متكررة منها عن دعم الوصول لاتفاق يراعي مصالح البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.
"الدفاع عن السد بأي ثمن"
في المقابل، تعهد مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين بالدفاع عن سد النهضة الكبير بأي ثمن، مشيراً إلى استمرارهم في العمل من أجل تحقيق بناء هذا السد، الذي قال إنه وصل الآن إلى مرحلته النهائية، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
إذ لفت رئيس المجلس، خلال الحفل الختامي للزيارة التي استمرت شهرين لإثيوبيا، إلى أن المجلس سيعمل على تعزيز السد وتشجيع الإثيوبيين المقيمين في جميع أنحاء العالم على المساهمة وسيعملون كسفراء لسد النهضة"، مضيفاً: "نحن مستعدون للدفاع عن أمتنا بأي وسيلة وبأي ثمن".
كان أعضاء مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين قد قاموا بزيارة سد النهضة وغيره من المشاريع الوطنية الضخمة، وضمن ذلك مشروع تجميل أديس أبابا، كما زاروا قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وقدموا الدعم المادي إلى جانب التبرع بالدم.
مفاوضات جديدة محتملة
كان وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، قد قال في تصريح متلفز، الشهر الماضي، إن بلاده جاهزة للعودة إلى مفاوضات "النهضة"، متمنياً ألا يحدث للسد الإثيوبي انهيار كما تشير دراسة شارك فيها.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد اعتمد بالإجماع منتصف سبتمبر/أيلول 2021، بياناً يشجع مصر وإثيوبيا والسودان على "استئناف المفاوضات بدعوة من رئيس الاتحاد الإفريقي للانتهاء على وجه السرعة من نص اتفاق ملزم ومقبول بشأن ملء وتشغيل السد خلال فترة زمنية معقولة".
يُشار إلى أنه في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن بلاده تتطلع إلى التوصل لاتفاقية ملزمة بشأن "سد النهضة" الإثيوبي في أقرب وقت.
كذلك ذكر شكري، في تصريحات متلفزة، في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن "هناك اتصالات تتم على مستوى الرئاسة الكونغولية (للاتحاد الإفريقي) لطرح الرؤى بشأن استئناف مفاوضات سد النهضة المتعثرة منذ شهور.
يأتي ذلك بينما تتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثُّر مفاوضات السد، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل وجدولة الملء، وتقول القاهرة إنها تخشى من بناء السد على حصتها المائية، في حين تقول أديس أبابا إن بناء السد لن يؤثر على مياه مصر والسودان.