قال شهود إن محتجين تونسيين يرفضون قرار السلطات إعادة فتح مكبّ نفايات في بلدة عقارب بجنوب البلاد أضرموا النار، الثلاثاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في مركز للحرس الوطني، في تصعيد لاحتجاج اندلع الإثنين.
يأتي التصعيد بعد يوم من وفاة شاب قال شهود عيان وعائلته إنه توفِّي اختناقاً بالغاز الذي أطلقته الشرطة بالبلدة، فيما قالت وزارة الداخلية إن الشخص لا علاقة له بالاحتجاجات وتوفِّي في منزله على بُعد ستة كيلومترات من الاحتجاج بسبب أزمة صحية طارئة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
مواجهات في بلدة عقارب التونسية
تدور حالياً مواجهات عنيفة في شوارع البلدة بين الشبان والشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يحاولون قطع الطرق ورشق القوات الأمنية بالحجارة.
الاحتجاجات بعقارب هي أول اختبار جِدّي لحكومة نجلاء بودن التي عيَّنها الرئيس قيس سعيّد الشهر الماضي في كيفية الرد على الغضب والإحباط المتناميين بسبب سوء الخدمات العامة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الصعبة.
تم إغلاق مكب نفايات بعقارب الواقعة على بعد 20 كلم من صفاقس هذا العام بعد أن اشتكى أهالي البلدة من انتشار الأمراض وقالوا إنهم يعانون من كارثة بيئية بعد أن بلغ المصب طاقته القصوى.
لكن إغلاقه بقرار قضائي تسبب في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية لمدة شهر تقريباً في الشوارع والأسواق وحتى أمام مستشفيات صفاقس، ثاني أكبر مدينة تونسية، مما دفع الآلاف للاحتجاج في صفاقس.
تحت ضغط الاحتجاجات في صفاقس ومع تصاعد الغضب هناك، قررت الحكومة إعادة فتح مكب النفايات في عقارب الإثنين.
جدل بعد وفاة مواطن بـ"الغاز"
من جهتها، نفت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، وفاة شاب جراء إصابته خلال احتجاجات شهدتها الليلة الماضية (الإثنين)، مدينة "عقارب" في ولاية صفاقس جنوبي البلاد.
الوزارة قالت في بيان إن "المعنيّ بالأمر توفِّي إثر إصابته بتوعك صحي طارئ في منزله الواقع على بُعد 6 كيلومترات من مكان الاحتجاجات"، وأضافت: "تم نقل الشاب من قِبَل أحد أقاربه بعد تدهور حالته الصحية إلى المستشفى وفارق الحياة هناك"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، أفادت شقيقة المتوفَّى في تصريحات لصحفيين، دون أن تذكر اسمها، بأن شقيقها البالغ 35 عاماً كان يعاني من أزمة قلبية و"توفِّي بسبب استنشاقه كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع".
بينما عبَّر عدد من أهالي مدينة عقارب عن استيائهم من كميات الغاز المسيل للدموع الكبيرة التي أطلقتها قوات الأمن تجاه المحتجين على فتح مكب النفايات، حسب وكالة الأناضول.
فيما ذكرت مصادر من عائلة المتوفى أنه "من المنتظر نقل جثمان الشاب إلى قسم التشريح بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في صفاقس، لمعرفة سبب الوفاة".