اكتشف علماء الفلك عدداً قياسياً من موجات الجاذبية، في اكتشاف يقولون إنه سيلقي الضوء على تطور الكون، وحياة وموت النجوم، فقد وجد فريق دولي من العلماء 35 رصداً جديداً لموجات الجاذبية، مما يرفع العدد الإجمالي للاكتشافات منذ عام 2015 إلى 90، حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
يُقصد بموجات الجاذبية، تموُّجات في نسيج الزمكان، نتجت عن أحداث كونية هائلة -مثل اصطدام أزواج من الثقوب السوداء بعضها ببعض- على بُعد مليارات السنين الضوئية.
هذه الموجات الناتجة عن هذه الاصطدامات الكارثية كُشف عنها بواسطة مرصد مقياس التداخل الليزري لموجات الجاذبية (Ligo) في الولايات المتحدة وجهاز Virgo بإيطاليا بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 ومارس/آذار 2020.
إذ أُعلنَ عن أول اكتشاف لموجات الجاذبية عام 2016، مما أكد تنبؤ ألبرت أينشتاين قبل قرن من الزمان استناداً إلى نظريته العامة للنسبية.
في هذا السياق، وصفت الباحثة بجامعة موناش، شانيكا غالودج، المتعاونة بالفرع الأسترالي للمشروع المعروف باسم OzGrav، موجات الجاذبية بأنها "نافذة جديدة على الكون" قد تغير قواعد اللعبة.
تقول العالمة: "إن موجات الجاذبية ليست ضوءاً [كهرومغناطيسياً]. يمكننا رؤية الأشياء غير المرئية، مثل عمليات اندماج الثقوب السوداء الثنائية".
من بين 35 اكتشافاً جديداً، من المحتمل أن يكون 32 منها ناتجة عن اندماج أزواج من الثقوب السوداء.
تضمنت الاكتشافات البارزة زوجين هائلين من الثقوب السوداء يدوران حول بعضهما، فكان أحدهما ثقيلاً بمقدار 145 مرة مثل كتلة الشمس، والآخر 112 مرة. واكتشف العلماء أيضاً زوجاً "خفيفاً" من الثقوب السوداء كتلته لا تزيد على 18 ضعف كتلة الشمس.
فيما يُعتقد أن اكتشافين من أصل 35 كشفاً نشآ من اندماج نجم نيوتروني مع ثقب أسود.
تجدر الإشارة إلى أن النجوم النيوترونية هي أجسام صغيرة كثيفة بشكل لا يصدق. مع أنها تزن نحو 1.4 مرة كتلة الشمس، فإنها بحجم المدينة، ونصف قطرها نحو 15 كيلومتراً، وذلك بحسب ما قالته المتعاونة في البحث البروفيسورة سوزان سكوت، من الجامعة الوطنية الأسترالية.
وأوضحت سوزان أن الاكتشافات كانت تساعد العلماء على فهم كلٍّ من تطور الكون وطبيعة الأجرام النجمية أيضاً.
تقول سوزان إن عدد الاكتشافات الأخيرة ارتفع بمقدار عشرة أضعاف عن الوقت الذي بدأت فيه أجهزة Ligo وVirgo لأول مرة في مراقبة موجات الجاذبية. وعزت هذه الزيادة إلى التحسينات في أدوات الكشف، مثل تحسن قوة الليزر.
في المستقبل، قد يتمكن علماء الفلك أيضاً من اكتشاف موجات الجاذبية من النجوم عندما تصبح مستعراً أعظم. وقالت سوزان: "سيساعدنا هذا على فهم عملية النجوم عندما تنهي دورة حياتها وينفد الوقود وتنفجر ثم تنهار".